«الشباب القوة الحقيقية لتحقيق رؤية المملكة 2030».. قالها الأمير الشاب محمد بن سلمان، فاتحا الأبواب على مصراعيها أمام شباب الوطن ليشمروا عن سواعدهم استعدادا للمرحلة القادمة، وهي بالتأكيد مرحلة مختلفة.. مرحلة بناء وطن جديد.. وطن قوي.. وطن يرفض رهن اقتصاده وتنميته لأسعار النفط صعودا وهبوطاً.. وطن يخطط لمستقبل أجياله، وينفذ ما يخطط له وفق رؤية متكاملة تستشرف الآفاق، وتحسب لكل شيء حسابه. هذا ما أكد عليه ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أمام عدد كبير من ممثلي وسائل الإعلام ووكالات الأنباء المحلية والدولية، خلال مؤتمره الصحفي الذي عقده مساء الاثنين الماضي في الديوان الملكي في الرياض، للإعلان عن الرؤية المستقبلية للسعودية 2030. وشدد «أمير الألفية» - كما وصفته الواشنطن بوست الأمريكية - على اعتبار الشباب القوة الحقيقية لتحقيق هذه الرؤية، مؤكداً أنها لن تتحقق سوى من خلال الشباب السعودي، الذي عده أحد أبرز المزايا في بلاد الحرمين الشريفين، قائلاً: «شبابنا واعٍ وقوي ومثقف ومبدع.. لديه قيم عالية». وعبر عن فخره واعتزازه الكبير بأن المجتمع السعودي أغلبه من الشباب، وأنهم ثروة الوطن الأولى «وأهم من هذا كله، ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت: شعبٌ طموحٌ، معظمُه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمانُ مستقبلها بعون الله، ولا ننسى أنه بتوفيق الله ثم بسواعد أبنائها قامت هذه الدولة في ظروف بالغة الصعوبة، عندما وحّدها الملك المؤسس عبدالعزيز. وبعون الله ثم بعزيمة أبنائنا، سيفاجئ هذا الوطن العالم من جديد». والأمير الشاب الذي تقدمه بلاده للعالم أنموذجا متفردا في فن الإدارة والقيادة من خلال توليه واحدة من أهم الحقائب الوزارية، تلك المعنية بمسؤولية الدفاع عن الوطن، ومن ثم تعيينه في منصب الرجل الثالث في الدولة وتكليفه بمهام عدة على قدر كبير من الأهمية، يريد لشباب الوطن أن يحذوا حذوه، وأن يبادروا إلى أخذ زمام المبادرة، واعتماد أساليب مبتكرة، مستفيدين مما هيأته لهم الدولة من فرص الارتقاء في سلم العلم والتعليم، والتدريب والتأهيل، ليقدموا لوطنهم خلاصة كل ذلك، ويساهموا في نهضته ووثبته المرتقبة، من خلال هذه الرؤية الشابة (2030). واهتمام ولي ولي العهد بقطاع الشباب، واعتزازه بهم أمر طبيعي باعتبارهم أمل ومستقبل هذا الوطن وطاقته الحيوية الفعالة، الذين يحملون على كواهلهم مسؤولية العمل الدؤوب والمخلص لدفع مسيرة البناء وتحقيق ما ينتظره الوطن منهم لتعزيز نهضته وتطوره. كما أنه يأتي منسجما مع نظرة حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لشباب المملكة عموماً. ومن شواهد اهتمام القيادة بالشباب، جائزة الملك سلمان لشباب الأعمال، التي يتولى مسؤوليتها الأمير محمد بن سلمان، وعنها يقول: «هذه الجائزة تسعى لتحقيق أهداف وغايات نبيلة وتركز على اكتشاف وإبراز شباب الأعمال المبدعين والمميزين في شتى المجالات، وتقديمهم نماذج حية للشباب السعودي المبدع وتهيئة البيئة المناسبة أمامهم لإطلاق قدراتهم وطاقاتهم الإبداعية والمساهمة بقوة في بناء مستقبل وطنهم». ويحرص ولي ولي العهد أن يكون قريباً من الشباب دائماً، مشاركاً لهم في جميع فعالياتهم، ومن ذلك حرصه على حضور فعاليات ملتقى «مغردون» الذي نظمته مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الخيرية (مسك) في مدينة الرياض أخيراً، رغم مشاغله ومسؤولياته الكبيرة والعديدة، إذ فاجأ حضور الملتقى، بوجوده معهم في أولى الجلسات، دون سابق موعد، عندها توقف النقاش، ووقف الجميع احتراما وتقديراً، فيما ضجت القاعة بتصفيق الشباب والفتيات، ترحيبا بأميرهم الشاب، الذي أبى إلا أن يشاركهم حضور هذا الملتقى. واعتبر الوزراء المتحدثون في الملتقى حضور ولي ولي العهد، تشجيعا للشباب وتأكيدا على دورهم، وأطلق وزير دولة الكويت لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبدالله الصباح لقب «أمير الشباب العربي» على محمد بن سلمان، تقديراً لدوره البارز في دعم الشباب في المنطقة العربية من خلال مشاريع مؤسسة «مسك» الخيرية، وحرصه على الحضور بينهم في مختلف المحافل الشبابية. ولعل الأمير الشاب أراد بهذا الحضور المفاجئ أن يوجه رسالة لأبناء جيله مفادها: «أنا منكم وبينكم وفي خدمتكم، فلا تترددوا في الانطلاق بإبداعاتكم وابتكاراتكم، التي تحظى بدعم قيادتكم». والأمير الشاب الحاصل على درجة البكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود، تأثر كثيرا بوالده في مجال العمل غير الربحي، خصوصا الموجه لقطاع الشباب، إذ أسس مؤسسة خيرية تحمل اسمه، هي مؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية (مسك)، التي تهدف إلى دعم تطوير المشاريع الناشئة والتشجيع على الإبداع في المجتمع السعودي، من خلال تمكين الشباب وتطوير قدراتهم، وتعزيز تقدمهم في ميادين العمل والثقافة والأدب والقطاعات الاجتماعية والتقنية. كما يرأس مجلس إدارة مركز الملك سلمان للشباب الذي أُسس بمبادرة من الملك سلمان من أجل تعزيز جهود المملكة في دعم الشباب وتحقيق طموحاتهم لما لذلك من أثر في تقدم المملكة. ويراهن المراقبون على قدرات محمد بن سلمان ورؤيته الثاقبة، في الارتقاء بالمملكة إلى آفاق أوسع، مستفيدا من توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومعاضدة أخيه ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، بجانب تسلحه بالعلم والخبرة والحماس والرغبة الصادقة في تقديم أنموذج متفرد لوطنه، وحرصه على مشاركة أبناء جيله في تحقيق المستقبل الذي يتطلع إليه الجميع لقبلة المليار مسلم.