منحت منظمة الصحة العالمية وصف «قصة نجاح» على إنجازات المملكة في مكافحة مرض الملاريا بعد تسجيل انخفاض كبير في معدل الإصابات، وذلك خلال مشاركة المملكة في احتفالات اليوم العالمي للملاريا أمس تحت شعار «اقضوا على الملاريا قضاء مبرما». وبين وكيل وزارة الصحة للصحة العامة الدكتور عبدالعزيز بن سعيد تحسن الوضع خلال 17 عاما الماضية (الفترة من 1998-2015)، إذ انخفض معدل الإصابات من 40 ألف إصابة آنذاك إلى أقل من 83 إصابة فقط سجلت العام الماضي. لافتا إلى أن المكافحة ليست وليدة الأمس بل بدأت قبل أكثر من 67 عاما (سنة 1948) في المنطقة الشرقية بواسطة أرامكو. وأشار إلى أن معدل الإصابة بالملاريا بلغ في عام 2015 أكثر من 214 مليون حالة وعدد الوفيات 438 ألف وفاة. لافتا إلى ارتفاع الإصابات في العالم الإسلامي، إذ تبلغ للأسف سنويا 131 مليونا (66% من الحالات عالميا، و68% من الوفيات)، كما يتم يوميا تسجيل 1200 حالة وفاة بسبب الملاريا في العالم معظمها في العالم الإسلامي، كما أن نصف سكان العالم تقريبا معرضون للإصابة بالملاريا. التشخيص والعلاج والمكافحة أبرز الإستراتيجية أكدت وزارة الصحة أن إستراتيجيتها في مكافحة الملاريا في المملكة تركز على سرعة التشخيص والعلاج المبكر للحالات مع المتابعة، والمكافحة الشاملة للبعوض الناقل، وعمليات الرش البؤري بالمملكة لمكافحة اليرقات في أماكن التوالد، خصوصا في مواقع نقل العدوى والمناطق عالية الوبائية، ورش المنازل بالمبيد ذي الأثر الباقي، ويتم ذلك في مناطق الملاريا ذات الوبائية العالية، والرش الفراغي ويستخدم الرش بالرذاذ المتناهي الصغر، والرش الضبابي داخل الغرف وخارجها؛ كوسيلة سريعة لتقليل كثافة البعوض في المناطق التي تزداد فيها حالات الملاريا، واستخدام وسائل المكافحة الميكانيكية؛ للحد من أماكن توالد البعوض، وتوزيع الناموسيات المشبعة بالمبيد للمجموعات الأكثر تعرضا، وتكثيف برامج التوعية الصحية، ومنع حدوث الأوبئة والاحتواء المبكر في حالة حدوثها، والتوعية الصحية ومشاركة المجتمع في عمليات المكافحة، والدورات التدريبية التنشيطية للكوادر الفنية المتخصصة في مجال الملاريا. وتعد الملاريا مرضا يسببه طفيل يدعى (البلازموديوم)، وينتقل إلى جسم الإنسان عن طريق لدغات البعوض الحاملة له، ويغزو كريات الدم الحمراء فيدمرها، ويمكن للملاريا إذا لم تعالج أن تهدد حياة المصاب بها بسرعة من خلال عرقلة عملية تزويد الأعضاء الحيوية بالدم. ودعت وزارة الصحة الأشخاص عند وجودهم في مناطق لها تاريخ في انتشار الملاريا والشعور بالحمى مراجعة أقرب مستشفى فورا للحصول على التشخيص والعلاج المناسب في وقت مبكر، كما أنه عند السفر إلى مناطق ودول موبوءة بمرض الملاريا ضرورة الالتزام بتناول العلاج الوقائى للملاريا حسب الإرشادات قبل السفر لتقليل فرص الإصابة بالمرض.