إلى أستاذي جمعان آل جابر رحمه الله، من عرفك حقا له أن يزن إحساسي بميزان الذهب ولا يعجب، أكتب كلمات لم تأذن الأوقات والصدف بنشرها في رسائلي السابقة إليك عبر وسائل التواصل المختلفة. لن أكتب كان؛ لأنها كلمات باقية وستبقى تلك الرابطة الروحية بين الطالبة وأستاذها في الحياة وفي الممات، التي ما انفكت قبسا من قبسات الإنتماء لعلم تلقيناه منك، كان احتواؤك لنا جميعا أطيب من جامعات الدنيا. حين تلقيت خبر رحيلك للرفيق الأعلى، ارتعدت رعدتين ثم تماسكت، بكيتك أستاذي رحمك الله، وأنا من أخشى في كل لحظة نبأ رحيل أبي ولم أظن أن أي رحيل يبكيني، بكيتك يا أستاذي رحمك الله.. لم يمهلني الأجل أن احتفل بإضافتك مجددا، لمجموعة أسستها للدفعة السابعة وخرجت لمسؤولياتك، وكل ممارس غادر تلو الآخر حتى فرغت المجموعة، وقتها مسح على قلبي شيء من حزن شفيف في داخلي لا أعلم له تفسير، وقررت أن أصنع البدايات. بقيت المجموعة باسمك لم أقف محدقة، وأوقدت عنوانا هناك باسمك «ملتقى الفكر والأدب»، كنت أتعثر وأنهض، لم أسمح لذلك المكان الذي لم يبقَ فيه إلا أنا، أن يذهب في خبر كان أنه يحمل اسمك أستاذي رحمك الله، بلغته في ذات مرة على عجل أني انطلقت بفكرة. جمعتنا على العلم، رحلت ولم ترحل، إنك تركت أثرا، اللهم ألهمنا وألهم ذويه الصبر وحسن العزاء. اعتدال السباعي