تشير الدراسات الطبية وبكل أسف إلى ارتفاع استهلاك الأطعمة المعلبة، وخصوصا بين صغار السن الذين يفترض أن لا يكثروا من تناول المعلبات أو الوجبات السريعة، فالأبحاث توضح أن ذلك النوع من الغذاء يحتوي على مواد حافظة لحماية الطعام من الملوثات، وهي في الغالب تكون صناعية وليست طبيعية مثل المواد المانعة للتأكسد التي تحتوي على الزيوت والشحوم كأكسيد الكبريت، وهي الأكثر ضررا على الصحة لاسيما المصابين بالربو، إذ أثبتت الدراسات أن نحو 50% من المصابين بالربو قد يتعرضون لنوبات حادة عند الإكثار من تناول أطعمة معلبة وهو الأمر الذي دفع الدول لمنع استعمال المواد الكبريتية المانعة للتأكسد في حفظ الفواكه والخضار الطازجة. أما مادة نيترات الصوديوم فإنها تستخدم كمثبت للألوان ومادة حافظة للحوم والأسماك، وتدخل في تركيبة بعض الأدوية الموسعة للقصبات وموسعة للأوعية ومضاد الانقباض للأمعاء، وتمنع نمو الجراثيم في اللحوم المعلبة والأسماك المعلبة، إضافة إلى حفاظها على لون اللحم ولها كود معين على المعلبات يعرف ب «E250» فإذا لوحظ هذا الرقم على المعلب دون ذكر للنيترات الصوديوم فهذا الرقم يعني وجود نيترات الصوديوم. ولا يفوتني أن أوضح أن تلك المعلبات قليلة الألياف، تحتوي على سعرات حرارية كبيرة، وهذا يسبب الإصابة بسرطان القولون والمستقيم كما أنها تحتوي سعرات حرارية عالية في كمية صغيرة من المأكولات، ما يساعد على تناول كميات كبيرة منها ويؤدي بالتالي إلى السمنة بكل مضاعفتها مثل الإصابة بمرض السكر والقلب والأوعية الدموية، وقد تؤدي إلى تكوين الحصوات في المرارة كما تسبب الإمساك المزمن. ونجد غالبية الأطفال يحبون تناول المنتجات المعلبة، إذ تلعب أشكالها وطرق الإعلان عنها دورا كبيرا في جذبهم إليها، غير عابئين بما تسببه لهم من أضرار، كما ترجح الدراسات تلف تلك المنتجات أثناء عمليات النقل، أو سوء التخزين، أو تعرضها لأشعة الشمس، ما يحدث بعض التفاعلات داخل عبوتها مثل «الزرنخة» أو «الأكسدة»، ومن يتناولها يكون عرضة للإصابة ببعض الأورام السرطانية. إيمان الأيوبي استشارية التغذية