يعتبر الجفاف من الأمور الشائعة خلال الصيام، حيث يواصل الجسم فقدان الماء والأملاح، وتتفاوت كمية فقدان الماء حسب حالة الطقس، وكمية المياه التي يجب أن تشربها قبل صومك، ودرجة المجهود البدني المبذول، وقدرة الكلى على الاحتفاظ بالمياه والأملاح. أن التعافي من الجفاف يعتبر أمرا صعبا، لذلك فمن الأفضل أن يتبع الصائم عملية ترطيب منضبطة قبل الصيام، وذلك عن طريق تناول كميات معتدلة من المياه المخلوطة مع السكر والملح، أو السوائل المرطبة عن طريق الفم. وأن المحافظة على الصحة الجيدة والترطيب العالي أثناء الصيام تتطلب الالتزام في تناول الأطعمة والسوائل المناسبة، وتعمل الكلى الخاصة بك بصورة فعالة جداً في الحفاظ على مستويات المياه والأملاح في الجسم، بل أكثر من ذلك في حال حافظت على اتباع نظام غذائي متوازن مع كميات كافية من المواد المغذية والأملاح والماء. تستطيع أن تبقي نسبة المياه معتدلة في جسمك ليس مرتبطاً فقط بكمية الشرب بل يشمل أيضاً تناول الأغذية الصحية خلال الصيام، وينبغي على الأفراد أن يستهلكوا ما لا يقل عن 2-3 لترات من السوائل يومياً بما في ذلك مشروبات العصائر والألبان، ومن الضروري أن تحتوي وجبات الطعام على مستويات كافية من السعرات الحرارية لمنع انهيار العضلات. وتنصح كمال بالاعتدال في تناول المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين مثل الشاي والقهوة والكولا، لأن مادة الكافيين تعتبر مدرا طبيعيا للبول، وهذا التأثير سيستمر حتى اليوم التالي، كما أن الوجبات الدسمة لن تعطي جسمك كل ما يحتاج للبقاء في صحة جيدة، حيث قد تجذبك هذه الوجبات السريعة، التي تعتمد في تحضيرها على حرق الكربوهيدرات المكررة على شكل السكر وطحين أبيض، بمذاقها الطيب، لكنها لن تحافظ على مستويات الطاقة لفترة طويلة، وستزيد من العطش في الجسم. يصاحب الصيام انخفاض فى نسبة السوائل وزيادة فى لزوجة الدم، ولذلك يعتبر صيام رمضان فرصة لخفض الوزن وبالتالى خفض ضغط الدم لمن يعانون من ارتفاعه. ذكر الدكتور محمد الحوفى أستاذ علوم الأغذية بجامعه عين شمس نصيحته بتناول عصير الفاكهة بدلا من المياه الغازية التى تحتوى نسبة عالية من الفوسفور الذى يزيد من فقد الجسم للماء والكالسيوم مما يسبب ضررا خصوصا للمصاب بارتفاع ضغط الدم. وأشار إلى انه من الضرورى لمريض ارتفاع ضغط الدم الصائم أن يتعرف على محتوى الطعام من الملح والصوديوم وأن يتجنب إضافة الملح إلى الطعام أو تناول المخللات أو اللحوم أو الأسماك المصنعة أو المدخنة أو المعلبة سواء فى الإفطار أو السحور. كما يجب تجنب استخدام صلصات السلطة الجاهزة واستخدام خليط من الخل وعصير الليمون بدلا منها حتى يقلل ما يتناوله من ملح الطعام وتجنب الإفراط فى تناول الأصناف الرمضانية المقلية والعالية فى الدهون والاعتماد على الأغذية المسلوقة والإكثار من الخضراوات والفاكهة حيث أن الدهون الصلبة تمثل خطرا كبيرا على صحة القلب وتساهم فى زيادة الوزن الذى يؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم.وأوضح د. الحوفي أن اللبن ومنتجاته يعتبر المصدر الرئيسى لعنصر الكالسيوم المهم لصحة العظام والذى يدخل فى وظائف الجهاز العصبى واللازم لانقباض العضلات والضرورى لتنظيم ضغط الدم ولعمل جهاز المناعة وتحتوى المكسرات على زيوت مفيدة لصحة القلب وغنية بالبوتاسيوم والألياف والماغنيسيوم وهى عناصر مفيدة للتحكم فى الضغط. أيضا الموز غنى بالبوتاسيوم وعصير كل من الدوم والكركديه يخفض من ضغط الدم ويراعى الإقلال من السكر لتجنب السمنة مع الإقلال من شرب الشاى والقهوة هذه المشروبات عالية بالكافيين الذى يؤدى إلى إدرار البول وفقد كميات كبيرة من الكالسيوم الضرورى لصحة العظام وتنظيم ضغط الدم، ويجب الإقلال من عدد ساعات الجلوس أمام التليفزيون أو الكمبيوتر حيث أن ممارسة أى نشاط بدنى تزيد من جريان الدم ويساعد على التخلص من الوزن الزائد. نصف ساعة على الأقل أمر ضرورى يوميا. وقفة:صلاة التراويح والتي تشتمل على الوقوف والركوع والسجود ، وتؤدي هذه لفترة زمنية لا تقل عن ساعة يومياً ، يمكن أن يتخلص الفرد من بعض السعرات الحرارية الزائدة إضافة إلى المشي للمسجد بعد تناول وجبة الإفطار لتأدية صلاة العشاء حيث أن ذلك يساعد على زيادة تحسين عملية التمثيل الغذائي للطعام وزيادة صرف السعرات الحرارية. وكل رمضان وانتم بخير ومن العائدين الفائزين. [email protected] أستاذ الكيمياء المشارك بجامعة ام القرى بمكة المكرمة مستشار الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة رئيس فرع جمعية البيئة السعودية بمكة المكرمة