الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيستمع اليوم من القادة الخليجيين إلى ما لم يسمعه من قبل، في لقاء الرياض الذي يتسم بالصراحة والوضوح، إزاء المواقف الأمريكية المتأرجحة تارة، والمترددة أخرى، خصوصا في ما يتعلق بعدم جدية أمريكا في معالجة الملف السوري، والسير خلف روسيا في دعم بقاء الأسد على رأس النظام، رغم معارضة الشعب السوري الذي عانى من القتل الممنهج، إضافة إلى اتهام أمريكا بأنها تتعامل مع إيران، من خلال سياستين، إحداهما معلنة وأخرى من تحت الطاولة، مما مهد للنظام الإيراني للاستمرار في ممارساته الهمجية المتمثلة في التدخل في شؤون الدول الخليجية، وتغذية الصراع في اليمن، ودعم الإرهاب، وتأجيج الطائفية. ويرى عدد من المراقبين، أن قادة دول مجلس التعاون وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، سيواجهون أوباما صراحة بمواقف أمريكا الخجولة في كثير من الملفات، والتي يرى البعض أنها انهزامية، مع الحرص على استعراض الجهود التي بذلتها دول المجلس لمحاربة الإرهاب والنتائج التي تحققت، وكانت محل تقدير عالمي، فيما لا تزال إيران تغذي الأحزاب والمنظمات الإرهابية في محاولة لزعزعة أمن واستقرار المنطقة، وسط صمت أمريكي خجول، أو تنديد لا يصل إلى مستوى إرغام النظام الإيراني على التخلي عن هذه السياسة الإرهابية التي زرعت الفوضى في المنطقة والعالم. ويدعم موقف قادة دول المجلس، تحركات الشعوب الخليجية، التي أيقنت أن دولها مستهدفة من إيران وأحزاب ومنظمات إرهابية، بل وتدرك - أي الشعوب - تراجع الدور الأمريكي في المنطقة، وإفساح المجال لروسياوإيران وحزب الله بإشعال نيران الفتنة بتدخلات سافرة الهدف منها زعزعة أمن الخليج، وصرف الأنظار عن ممارساتها القمعية بحق الشعب الإيراني، وتحديدا في الأحواز العربية. ويؤكد كثير من الساسة، أن القادة الخليجيين سيؤكدون اليوم للرئيس الأمريكي باراك أوباما، أن الخليجيين حكومات وشعوباً، لا يدعمون الإرهاب بأي شكل من الأشكال، بل يحاربونه بشتى الطرق والعالم يلمس هذه الجهود، وأن على أمريكا، أن تبحث عمن يدعم الإرهاب ويغذيه، إذا كانت جادة أو راغبة في مواجهته وتخليص العالم من شروره.