تحت شعار «كرم تراثك بمتحف» احتفلت المملكة أمس الأول (الإثنين) تزامنا مع يوم التراث العالمي بمركز الملك فهد الثقافي في الرياض. وأطلق صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني والراعي الرسمي للفعاليات بحضور الأميرة عادلة بنت عبدالله رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للمحافظة على التراث، وبمشاركة معارض ومجموعات كبيرة من أبرز الجهات الحكومية والخاصة. واشتمل الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة على جلسات ثقافية ومحورية هامة نوقش خلالها دور المنظمات الدولية في حفظ وصيانة المتاحف والآثار بمشاركة فريدة لرئيس المجلس الدولي للمتاحف الدكتور هانز هينز ورئيس المجلس للمنظمة العالمية للمعالم والمواقع التاريخية لايكوموس كتورغوستافو أراوز، الذي أشار إلى «ضرورة توثيق التراث من خلال التاريخ بكافة أشكاله والعمل على ذلك بشكل دقيق وبذل جهد أكبر لذلك». وشاركت شادلية عنابي مسؤولة متحف قرطاج في تونس في الجلسة الأولى التي أدارها الدكتور عبدالعزيز السبيل، لافتة بدورها إلى أهمية المتاحف ودورها الآمن للحفاظ على التراث والموروث وأنها تكاد تكون شكلا من أشكال الانفتاح على العالم من حولنا. وتضيف: «التراث له جذور متنوعة وقدرة قصوى والمتحف هو هيكل للتواصل ومفهوم لمؤسسة غير ربحية تقبل الجمهور بكل تنوعاته». من الجانب الآخر وبمشاركة للتجارب الإقليمية في حفظ وصيانة المتاحف الآثار وبحضور الأميرة عادلة بنت عبدالله رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للمحافظة على التراث أكدت بدورها الرئيسي في الجمعية على أهمية توعية المجتمع في الحفاظ على التراث قائلة «الإشكال يكمن في عدم اهتمام المجتمع العربي بشكل فاعل بمثل هكذا نوع من المتاحف التراثية، ودور الرحالة والمستشرقين شكل بداية جدية في البحث عن التراث». مشاركة إماراتية مختلفة كانت حاضرة وبدعوة من الأميرة عادلة بنت عبدالله ممثلة بالشيخة ميساء القاسمي مديرة مشروع جوجنهايم أبوظبي والسيدة سلامة الشامسي مديرة متحف زايد الوطني، وبدور الممثلة للمتحف الشيخة ميساء قامت بعرض هندسي مصور عن جزيرة السعديات الذي سيتم على عدة مراحل تشمل الجزيرة متحف الشيخ زايد الوطني ومتحف جوجنهايم أبوظبي، مشيرة إلى أن الرؤية لهذه المتاحف هو توصيل صورة الحضارات بشكل جديد وتسليط الضوء أكثر على الحضارات التي تركت أثرها في دول الخليج، تضيف «المتحف سيحكي عن تاريخ المنطقة من ملايين السنين والصورة التي عاشها الإماراتي منذ القدم من قبل استخراج النفط وأيضا سيشمل المتحف صالة تحكي عن الأديان والتسامح وسيكون هناك كل مرة شيئا جديدا يراه الزائر في ضيافة المتحف»، تحدث الدكتور عبدالكريم الغضبان الأمين العام المساعد لقطاع الآثار الإسلامية عن تجربة الكويت مع متحف الأمريكاني وهي تجربة مفصلية في تاريخ الكويت، مؤكدا «اعتماد الكويت قبل النفط كان كليا على هذا المستشفى وهو إلى الآن يعد شكلا من أشكال العودة لتعاطي تاريخ الكويت مع هذا الإرث». شملت الدعوة استضافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار التي عبرت عن سعادتها بالمشاركة في هذا الملتقى المميز، وأشارت بدورها إلى مدى أهمية الحفاظ على التراث وكيف أن هذا هو نوع من الحفاظ على الهوية الوطنية، تقول «اليوم اجتماعنا بمثابة صرخة لكل شخص غيور على وطنه يريد له البقاء خصوصا في الظروف التي تعيشها بعض الدول العربية بحكم الحروب التي تشهدها الساحة العربية».