استقطبت الدورة الرابعة من «فن أبوظبي»، التي أُسدِل الستار عليها مؤخراً، مشاركة خمسين صالة فنية من أعرق الصالات الإقليمية والعالمية، ونخبة من رواد الحركة الإبداعية والفنية العالمية، وأعداداً متزايدة من مُقتني الأعمال الفنية وعشاق الفن الحديث والمعاصر بكافة أنواعه وأشكاله، ليرسخ الحدث مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام، والعاصمة أبوظبي على وجه الخصوص كوجهة إبداعية ثقافية على المستوى العالمي. وقد شهد البرنامج العام المصاحب للمعرض العديد من جلسات النقاش والحوارات والمحادثات من أبرزها جلسة بعنوان «عمالقة الفن المعماري» جمعت ثلاثة من رواد الفن المعماري في العالم بمن في ذلك نورمان فوستر وجان نوفيل وفرانك جيري، الذين وضعوا التصاميم المعمارية لمتحف زايد الوطني واللوفر أبوظبي، وجوجنهايم أبوظبي التي يجري تطويرها في المنطقة الثقافية في السعديَّات.. وفي جلسة أخرى، كشف مدير مؤسسة سولومون آر جوجنهايم ريتشارد آرمسترونغ، عن عدد من الأعمال الجديدة التي سيقتنيها جوجنهايم أبوظبي. من جانب آخر حظيت أعمال فناني الحداثة اهتمام كبير خلال «فن أبوظبي» فقد كان من أهم الأعمال المباعة لوحة بدون عنوان للفنان فاتح المدرس من مجموعة ميم جاليري، ولوحة أخرى بدون عنوان للفنان شاكر حسن آل سعيد من مجموعة صالة أجيال للفنون التشكيلية.. ومن الأعمال الأخرى التي حظيت بإعجاب زوّار المعرض عمل تركيبي بعنوان «كراسي لأبوظبي» للفنان الياباني العالمي تاداشي كاواماتا استخدم فيه أكثر من 200 كرسي. وقد أشار القائمون على الصالات الفنية المشاركة إلى أن أبرز ما ميَّز الدورة الرابعة من «فن أبوظبي» هو تنوُّع المقتنين هذا العام، حيث استقطبت الدورة نخبة من كبار المسؤولين عن المتاحف والمؤسسات والأفراد من جميع أنحاء المنطقة والعالم، كما شهدت نشاطات البرنامج العام إقبالاً كبيراً حيث شهدت بعض ورشات العمل حضوراً فاق طاقتها الاستيعابية.. حيث قال معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بهذه المناسبة: نجحت دورة «فن أبوظبي» هذا العام باستقطاب أعداد متزايدة من المقتنين والزوار، وشهدت قاعاته عرض مجموعة من أهم الأعمال الفنية، فضلاً عن تنظيم العديد من عروض الأداء المتميزة والحفلات الموسيقية التي أضفت أجواء نابضة بالحياة على أرجاء المعرض كافة.. مشيرا إلى أن نوعية الأعمال المشاركة في دورة 2012 أكدت ردود الفعل الإيجابية التي تعكس المكانة البارزة التي بات «فن أبوظبي» يحتلها على الساحة الفنية العالمية.. مختتما حديثه بأن المعرض أصبح وجهة ثقافية تصل بين الشرق والغرب. وقد حضرت رسميا سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، فعاليات المعرض، كما حضر - أيضا - الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي ومستشار الأمن الوطني وعدد من كبار الشخصيات.. وسمو الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان، رئيسة اللجنة المضيفة لمعرض فن أبوظبي والعضو المؤسس لمؤسسة الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان، التي أعربت عن شغفها وحبها الكبيرين للفنون، وقدمت الدعم الكبير للعديد من المبادرات الفنية على مدى أكثر من 30 عاما.. وقد استقبل «فن أبوظبي» خلال دورته الرابعة نخبة من رواد الفن الحديث والمعاصر وأعلام الثقافة الذين أثروا جلسات النقاش والحوار.. إلى جانب ما شهدته فعاليات المعرض من ورش وبرامج عن فن «التصميم» بهدف إحياء الحركة الإبداعية الجمالية الإماراتية الأصيلة عبر دراسة جذور الحركة الإبداعية الإماراتية واستكشاف أبعادها وتجلياتها.. إضافة إلى سلسلة من جلسات النقاش التي ركزت على خصوصية وجمالية الحرف التقليدية المتوارثة من جيل لآخر بعد أن جسَّدها حِرَفيُّون وفنانون معاصرون إماراتيون من منظور رؤيتهم لها، و التي أقيمت بمصاحبة عروض أدائية يومية.