عندما يقول بشار الجعفري رئيس وفد بشار الأسد إلى مفاوضات جنيف، إن هدف النظام في المحادثات بشأن الانتقال السياسي كان حكومة موسعة برئاسة الأسد، فهذا يعني أمرين، الأول إما أن بشار الأسد ونظامه يستغفلان العالم بكل مكوناته ومؤسساته من مجلس الأمن، مرورا بالإدارة الأمريكية ووصولا إلى حليفه الروسي، أو أن العالم يستغفل الثورة السورية والشعب السوري. كل القرارات الدولية المتعلقة بالأزمة السورية ومنذ انطلاقة الثورة من جنيف وما قبله وصولا إلى آخر التصريحات الصادرة عن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، تقول بمرحلة انتقالية لا وجود لبشار الأسد فيها وتتحدث عن سورية جديدة خالية من إرث الماضي الثقيل. وأكثر من ذلك فإن المفاوضات التي تجري في جنيف انعقدت تحت عنوان الانتقال السياسي بصيغة هيئة حكم مستقلة كاملة الصلاحيات. الجعفري لا ينطق بلسانه الشخصي، بل هو ينطق بلسان منظومة قتل وقهر يقودها بشار الأسد بتوجيه إيراني، هي منظومة رفعت شعارا منذ بداية الثورة «الأسد أو منحرق البلد». شعار واضح لا لبس فيه، فبالنسبة لهم سورية هي بشار ولطالما كانوا يقرنون اسم سورية بالأسد الأب ثم الابن وبالتالي فإن الأزمة ليست بكلام الجعفري أو بكلام النظام، فقط الأزمة هي أيضا في المجتمع الدولي الذي في أحسن الأحوال ما زال يصدق هذا النظام وفي أسوأ الأحوال هو متواطئ مع هذا النظام ضد الشعب السوري. انتخابات لمجلس الشعب لا دخل للشعب فيها والآن كلام عن حكومة على رأسها بشار يقيلها ساعة يشاء ويسيرها كيفما يشاء. إنه الهذيان بكل مواصفاته، هذيان يكاد يكون قاتلا لأحلام شعب خرج وهو يصرخ منذ اللحظة الأولى «الشعب يريد إسقاط النظام» .. «ارحل ارحل يا بشار». الجعفري تكلم وما كان مفاجئا بكلامه، لكن هل سمع العالم ما قال؟ وهل سمع المبعوث الدولي، وما قاله الجعفري فإن كان لم يسمعه فتلك مصيبة وإن كان قد سمعه وصمت فالمصيبة أكبر. الجعفري يهذي كما سيده بشار الأسد يهذي، كما سيّد سيده في طهران يهذي إنها منظومة الهذيان.