فيما يتبادل مواطنو الداير والبلدية الاتهامات حول جرف السيول المركبات ومحلات السوق الشعبية التي تقع في بطن وادي جورا وأهراين، كشف محافظ الداير بني مالك محمد الشمراني عقد اجتماع عاجل لحصر أضرار الأمطار والسيول، تمخض عنه توجيه الجهات المعنية بضرورة فتح الطرق ومجاري السيول والرفع بالتقارير اللازمة، وتوجيه الكهرباء بإعادة التيار للقرى المتضررة، مبينا أن الأمطار جرفت 10 سيارات في الحشر وأكثر من سبعة محلات تجارية وقطعت العديد من الطرق وأتلفت الأشجار والأرصفة وما زال الحصر مستمرا، على أن يرفع التقرير النهائي خلال يومين. اتهامات متبادلة أهالي الداير حملوا البلدية مسؤولية الأضرار التي نجمت عن السيول بوضعها جدرانا استنادية على جنبات الوادي ما تسبب في تضييقه وتحييد مجرى السيل، بجانب بناء عبارة في وسط الوادي أمام سوق الغنم أصبحت مصدا مما أدى إلى انسدادها وتغير مجرى السيل للمحلات المجاورة. فيما نفى رئيس بلدية الداير بني مالك غصاب العتيبي الاتهامات الموجه له، مبينا أن المحال المتضررة من الوادي مسحوبة تراخيصها من البلدية قبل عام، وقد شكلت لجنة ثلاثية للوقوف على وضع المحال ورفع المرئيات لأمير المنطقة الذي وافق على إعطائهم مهلة على أن تقوم البلدية بتوفير البديل للسوق، وأخذ تعهد على أصحاب المحال بإقفالها حال جريان الوادي. وقال العتيبي: «تم إلزام أصحاب المحال بذلك وعدم مطالبة من يقوم بفتح محله بأي تعويض وأن يتحمل مسؤولية ذلك والتبعات كافة بعد أخذ التعهدات عليهم، وبناء عليه تم أخذ الإجراءات اللازمة في حينه وإعطاؤهم التصاريح الموقتة والمشروطة، والبلدية تعمل حاليا على إنشاء سوق مركزية على طريق القرحان تتسع لجميع المحال والأنشطة، حيث تم الرفع بنزع 81 عقارا تقع على ضفاف الأودية بعد حصرها ودراستها فنيا ومساحيا ورفع إجراءاتها للجهات المختصة تمهيدا للنزع». عزلة الحشر من جهته، أكد رئيس مركز جبال الحشر محمد كريري أن أهالي الحشر معزولون عن مدينة الداير نظرا للتدمير عقبة الصلالة جراء السيول، حيث تساقطت الصخور وجرفت العبارات، مما يعكس التخطيط السيئ للعقبة والتي تفتقد لعبارات تصريف السيول ما جعل المياه تشقها من الأعلى إلى الأسفل، فيما تعمل فرق الصيانة على إصلاح الضرر الذي يحتاج إلى وقت طويل مع رفع خطابات عاجلة للطرق والمحافظة بضرورة التسريع في إصلاحها خصوصا أنها الشريان الوحيد لأكثر من 40 ألف نسمة بالحشر ومركز الجانبة. إغلاق الجامع من جهة ثانية، قال مدير إدارة الأوقاف والمساجد بالداير يحيى بن حسن المالكي، إن جامع السوق أغلق نتيجة مداهمة المياه الفرش والمعدات الصوتية بداخله، حيث رفع تقرير عاجل للوزارة عن وضعه وسيتم إصلاحه وفتحه في القريب العاجل على أن يتم توزيع المصلين على بقية المساجد. النجاة بأعجوبة وأكد عدد من أصحاب المحلات التجارية في سوق الداير الشعبي على نجاتهم بأعجوبة من السيل الجارف، حيث أشار علي الخالدي إلى أن السيل لم يشاهد مثله منذ 15 عاما حيث جرف محله بالكامل، مؤكدا أن سيل جورا الجارف منع سيل أهراين من العبور مما أدى إلى تراكمه ودخوله السوق من الناحية الشرقية لينسف ما أمامه من محلات. وقال عبدالله محمد صاحب محل إلكترونيات: «السيل داهم محلي ولم يعد له أثر أيضا جرف مركبتي وتهشمت بالكامل ولم أستطع إلا النجاة بنفسي باعتلاء إحدى البنايات القريبة هربا من الموت». «مشتاق» عامل باكستاني أغلق محله هربا من قوة المياه التي داهمت مقر عمله ودمرت ما فيه من غسالات وثلاجات وإلكترونيات ولم يبق منها شيء.