تبدأ في إسطنبول اليوم (الخميس) القمة الإسلامية الثالثة عشرة بشعار «الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام»، إذ تكون الكلمة الافتتاحية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحدد من خلالها خارطة طريقة عملية لحل أزمات الأمة الإسلامية. وأفادت مصادر سياسية موثوقة في تصريحات إلى «عكاظ» أن قادة الدول الإسلامية عازمون على اتخاذ قرارات ومبادرات عملية تسعى إلى النهوض بالعمل المشترك والارتقاء بمنظمة التعاون الإسلامي على الساحتين الإقليمية والدولية، بما في ذلك اعتماد الخطة العشرية الجديدة 2015- 2025. وتكتسب القمة أهمية خاصة، ليس فقط كونها أول قمة تعقد في تركيا منذ انطلاق المنظمة في الرباط عام 1969، بل أيضا من الأحداث والوقائع المحيطة بالمنطقة العربية والإسلامية والسعي الحثيث لخلق حلف قوي بمواجهة تحديات متعددة وأزمات تراكمية تواجههما المنطقة العربية والإسلامية، من أبرزها التدخلات الإيرانية في شؤون الدول الخليجية والعربية والإسلامية وبروز الميليشيات الطائفية كحزب الله كمنظمات إرهابية تعمل على إذكاء الصراعات الطائفية في المنطقة، فضلا عن مكافحة الإرهاب وخصوصا إرهاب داعش الذي أصبح يهدد العالم الإسلامي. ويناقش قادة الدول الإسلامية الأزمة السورية ودعم الحل السياسي في جنيف، والانتقال إلى المرحلة الانتقالية بدون أي وجود لبشار الأسد. وستكون قضية القدس والمسجد الأقصى والصراع العربي الإسرائيلي على رأس جدول أعمال القمة، إذ يتضمّن البيان الختامي تحذيرات من استمرار عمليات التهويد التي تقوم بها إسرائيل في مدينة القدس ومحاولات تشويه الطابع الإسلامي لها وتغيير هويتها الدينية ومطالب بإنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. ويبحث القادة 12 وثيقة مطروحة للنقاش من ضمنها حالات النزاع في العالم الإسلامي والهجرة، وضعية المجتمعات المحلية المسلمة في الدول غير الأعضاء، مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، الإسلاموفوبيا، الوضع الإنساني في العالم الإسلامي، برنامج الخطة العشرية لمنظمة التعاون الإسلامي. في غضون ذلك بحث الرئيس التركي في إسطنبول أمس (الأربعاء) مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إياد مدني تحضيرات القمة والموضوعات المدرجة على جدول أعمالها. فيما أنهى وزراء خارجية الدول الإسلامية اجتماعهم التحضيرية للقمة الإسلامية وتم إعداد المسودة النهائية للبيان الختامي والوثائق الختامية الخاصة بملفات القمة تمهيدا لرفعها إلى قادة العالم الإسلامي لمناقشتها. ويشارك في قمة إسطنبول الإسلامية 40 زعيم دولة إسلامية، فيما يغيب عن القمة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والتي ترأس بلاده القمة الحالية، إذ ستسلم القاهرة، تركيا مقعد الرئاسة للفترة القادمة، أما غياب رئيس الوزراء الباكستاني فيعود إلى أسباب صحية.