استعرض خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ورئيس جمهورية تركيا رجب طيب أردوغان، أمس (الثلاثاء) في أنقرة، العلاقات الثنائية وسبل تنميتها وتعزيزها في شتى المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، إضافة إلى مجمل الأوضاع في المنطقة. وقال خادم الحرمين الشريفين، خلال جلسة المباحثات الرسمية في القصر الرئاسي، «تأتي هذه الزيارة في إطار اهتمامنا المشترك بالتعامل مع القضايا في منطقتنا، وفي مقدمتها إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، وإنهاء الأزمة السورية، والتصدي للتدخلات في الشؤون الداخلية لدول المنطقة من قبل من يحاول توسيع نفوذه دون اعتبار للأعراف والمواثيق». وأضاف: «يشهد اليوم عالمنا الإسلامي عملا جماعيا وإستراتيجيا من خلال تحالفات تضمن تنسيق وتكامل الجهود، ومن ذلك التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الذي حرص فخامتكم على أن تكون تركيا من أوائل ال39 دولة المنضمة إليه». وأكد أن «الرسالة التي أعلنا عنها من خلال (رعد الشمال) الذي يعد أكبر تمرين عسكري في المنطقة، هي رسالة لكل من يحاول المساس بأمننا واستقرارنا». وأشار إلى أن «واقعنا اليوم يحتم علينا العمل معا لخلق بيئة ملائمة تسمح لشعوب دول المنطقة تحقيق تطلعاتها في الأمن والاستقرار والتنمية». وعبر الملك سلمان عن خالص الشكر والتقدير للرئيس أردوغان ولحكومة وشعب تركيا الشقيقة على ما لقيه والوفد المرافق من حسن الاستقبال، مؤكدا «إنني على ثقة بأن مباحثاتنا اليوم ستفضي إلى نتائج مثمرة ترسخ علاقاتنا الإستراتيجية، مما يفتح آفاقا واسعة لتعزيز روابطنا السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية والأمنية، بما يعود بالنفع على بلدينا وشعبينا الشقيقين». بدوره، أعرب الرئيس التركي باسمه واسم الحكومة التركية عن ترحيبه بخادم الحرمين الشريفين، مشيرا إلى أهمية استمرار اللقاءات بين مسؤولي البلدين في مختلف المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والاجتماعية، لما فيه تحقيق المصالح المشتركة وتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين. وأكد حرصه على تعزيز العلاقات الثنائية بين جمهورية تركيا والمملكة العربية السعودية، لافتا النظر إلى أهمية التعاون الإستراتيجي بين البلدين بما يحقق الاستقرار في المنطقة. حضر جلسة المباحثات؛ الوفد المرافق لخادم الحرمين الشريفين فيما حضره وزراء ومسؤولون تركيون. وكان الرئيس التركي استقبل في القصر الرئاسي في أنقرة أمس (الثلاثاء)، أخاه خادم الملك سلمان بن عبدالعزيز. وقد أجريت لخادم الحرمين الشريفين مراسم استقبال رسمية، حيث عزف السلامان الوطنيان للمملكة العربية السعودية وجمهورية تركيا. ثم أطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيبا بقدومه. بعد ذلك استعرض حرس الشرف، ثم حيا خادم الحرمين الشريفين حرس الشرف. عقب ذلك صافح الملك سلمان، رئيس الوزراء والوزراء وكبار المسؤولين في الجمهورية التركية، فيما صافح الرئيس أردوغان الأمراء والوزراء أعضاء الوفد الرسمي. ثم صحب الرئيس التركي، خادم الحرمين الشريفين إلى مدخل القصر الرئاسي حيث التقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة. بعد ذلك جرت مراسم منح الملك سلمان وسام (الجمهورية) وهو أعلى وسام في تركيا يمنح لقادة ورؤساء الدول، حيث عزف السلامان الوطنيان، ثم تم استعراض سيرة خادم الحرمين الشريفين. وأعرب الرئيس التركي عن سعادته بمنح خادم الحرمين الشريفين أرفع وسام في بلاده يقدم لرؤساء وقادة الدول، مشيرا إلى أن هذا الوسام يعكس مدى الروابط والعلاقات الوثيقة بين البلدين. ونوه بجهود خادم الحرمين الشريفين في سبيل تعزيز العلاقات وروابط التعاون بين البلدين الشقيقين، مشيدا في الوقت نفسه بدعمه للأمن والاستقرار في المنطقة. وأكد حرصه على العمل سويا مع خادم الحرمين الشريفين على الارتقاء بالعلاقات الثنائية، عادا زيارته لتركيا رسالة قوية لمدى متانة العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين. إثر ذلك قلد الرئيس رجب أردوغان، أخاه الملك سلمان، وسام (الجمهورية). بدوره أعرب خادم الحرمين الشريفين عن شكره وتقديره على تكريمه بهذا الوسام. وقال: «أود أن أعبر عن شكري وتقديري لتقلدي هذا الوسام الكبير الذي أعتبره ليس تكريما لي فقط ولكن للمملكة العربية السعودية حكومة وشعبا. إن هذا التكريم يجسد عمق العلاقة والصداقة بين بلدينا والتي أساسها ديننا الإسلامي الحنيف، وشكرا». عقب ذلك أقام الرئيس أردوغان، مأدبة غداء تكريما للملك سلمان، والوفد المرافق له.