رحلة الجسر البري بين مصر والمملكة (جسر الملك سلمان) مرت كحلم تقترضه الكوابيس طوال عدة سنوات حتى بزغ نجمه على يد الملك سلمان بن عبدالعزيز. وتعود فكرة إنشائه، لأكثر من 28 عاما مضت، بطرحها في القمة السعودية - المصرية في القاهرة بين الملك فهد بن عبدالعزيز والرئيس حسني مبارك عام 1988. واتفق الجانبان خلال البيان المشترك على إنشاء جسر يربط البلدين عبر مضيق تيران في مدخل خليج العقبة ويعبر البحر الأحمر ليكون طريقا بريا مباشرا يربط بين الدول العربية، لكن المشروع توقف تماما ولم يأخذ طريقه إلى النور، وأخذت الشائعات تحكي قصصا وحكايات معظمها خيال، وقليل منها على صلة بالحقيقة. وظلت المناقشات حول مشروع الجسر الضخم قائمة لعدة سنوات، وتم تأجيل المحاولات المصرية السعودية لبناء الجسر لأسباب مالية في عام 2006، ثم بدأت الحكومة السعودية عام 2008 في قبول عروض العمل على المشروع وطرحها الملك الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على الرئيس الأسبق حسني مبارك. وحمل المشروع اسم «الجسر العربي» وهو عبارة عن جسر عملاق للمرور والسكك الحديدية طرحته الحكومة السعودية على الحكومة المصرية لربط مصر من منطقة منتجع شرم الشيخ مع رأس حميد في منطقة تبوك شمال المملكة عبر جزيرة تيران، بطول 50 كيلومترا، وكان من المخطط أن يستغرق إنشاؤه ثلاث سنوات. وأوكلت أعمال الإنشاءات إلى (كونسورسيوم) يضم شركات سعودية ومصرية ودولية، ورصدت ميزانية بتكلفة إجمالية تصل إلى 3 مليارات دولار، إلا أن المشروع أجهض مرة أخرى وقيل أن وراء ذلك أسباب فنية وبيولوجية. وبعد ثورة 25 يناير 2011، تم إحياء فكرة إقامة المشروع مجددا، لكنه توقف مرة أخرى بسبب الأجواء السياسية غير المستقرة في مصر عقب الثورة. وفي عام 2013 أعادت الحكومة المصرية دراسة المشروع لكنها أجلته لأسباب فنية تتعلق بطول عمق الممر الملاحي، الذي يزيد بمقدار ضعف المسافة متجاوزا بذلك تكنولوجيا البناء الحالية، وبروز مخاوف على البيئة الطبيعية في الشعاب المرجانية في المنطقة. وفى شهر مايو عام 2015 اقترحت شركة نيبون سيفك اليابانية، على الحكومة المصرية، مشروعا للربط بين مصر والمملكة تعتمد فكرته على إنشاء نفقين أسفل خليج العقبة للربط بين البلدين عند منطقة شرم الشيخ في مصر وغرب تبوك عبر جزيرة تيران. ولم تمض أشهر حتى تمكن ملك الحزم سلمان بن عبدالعزيز من تحويل الحلم العربي إلى حقيقة، حين أعلن يوم الجمعة الماضي اتفاقه مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، على إنشاء جسر بري يربط بين البلدين.