موعد جديد مع التاريخ، في انتظار القبة النحاسية الشهيرة لجامعة القاهرة، المعروفة باسم قاعة لطفي السيد، حيث تشهد اليوم (الإثنين) لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ضمن مراسم حصوله على الدكتوراه الفخرية في مجال العلوم الإنسانية، تقديرا لجهوده في خدمة الإسلام والعروبة. ودعت جامعة القاهرة، حسبما أكد رئيسها الدكتور جابر نصار ل«عكاظ»، رئيس مجلس الوزراء شريف إسماعيل، ومساعد رئيس الجمهورية المهندس إبراهيم محلب، والأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، وعددا كبيرا من الوزراء والسفراء، والوفد السعودي المرافق لخادم الحرمين الشريفين، ورؤساء الجامعات، وأعضاء مجلس جامعة القاهرة. ومن المقرر أن تبدأ مراسم الحفل في الساعة 11:00 صباحا، حيث يستقبل الدكتور جابر نصار خادم الحرمين الشريفين لدى وصوله ومرافقته إلى قاعة الاحتفالات الكبرى في الجامعة. ويلقي رئيس الجامعة كلمة ترحيبية بالملك سلمان، ثم تتلى حيثيات منحه الدكتوراه الفخرية، ومن ثم يقدم نصار لخادم الحرمين الشريفين روب الدكتوراه الفخرية لارتدائه، ويسلمه الشهادة والميدالية الخاصة بها. وعلمت «عكاظ» أن خادم الحرمين الشريفين سيلقي كلمة بهذه المناسبة، لتختتم الفعاليات بأخذ الصور التذكارية مع مجلس جامعة القاهرة لتضاف إلى سجلها التاريخي. وقال الدكتور جابر نصار إن قرار منح الملك سلمان الدكتوراه الفخرية، جاء تقديرا لدوره المتفرد، وبوصفه شخصية عالمية محورية لها تأثير بالغ ومشهود في محيطها العربي والدولي، وإسهاماته البارزة في خدمة العروبة والإسلام والمسلمين، ومساندته لمصر وشعبها، إضافة إلى دوره البارز في دعم جامعة القاهرة، وإطلاقه مشروعا تاريخيا لتطوير مستشفياتها «القصر العيني». وأوضح نصار أن معايير منح الدكتوراه الفخرية تقوم على إضفاء التكريم على الشخصيات التي حققت إنجازات مرموقة في مجال تخصصها، وتمنح للشخصيات العالمية التي قدمت أيادي بيضاء للإنسانية من خلال خدمة وطنها وخدمة البشرية، وهو ما ينطبق على الملك سلمان بن عبدالعزيز. وأضاف، كما تمنح أيضا لمن وصلوا إلى مكانة سامية في مهنتهم، والشخصيات التي ساهمت في خدمة مجتمعاتها وساهمت في تحقيق الرفاهية والاستقرار فيها، إضافة إلى تكريم خريجي الجامعة الذين قاموا بأعمال عظيمة وشغلوا مناصب على المستوى العالمي، ومن قدموا للجامعة أعمالا تطوعية عظيمة. ...القبة النحاسية تعتبر القبة النحاسية لجامعة القاهرة، واحدة من أبرز المعالم المصرية، إذ تحتوي على قاعة أحمد لطفي أحد مؤسسي الجامعة عام 1908، وتبلغ مساحتها 3160 مترا مربعا. وما شهدته هذه القاعة من أحداث يمثل جزءا كبيرا من تاريخ مصر المعاصر، وتحديدا منذ عام 1935، إذ كان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، يحرص على أن يلقي بها خطابا سنويا في احتفال «يوم العلم»، وعلى نهجه سار الرئيس أنور السادات، وفي ذات القاعة ألقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما خطابه الشهير للعالم الإسلامي عام 2009. كما ألقى الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك خطابا مماثلا من داخلها. وأحداث قاعة لطفي السيد ليست قاصرة على السياسة فقط وإنما شهدت جزءا من تاريخ الفن المصري، حيث شدت فيها كوكب الشرق أم كلثوم رائعتها «أنت عمري»، وهي الأغنية التي وصفت عام 1964 ب «لقاء السحاب»، إذ كان أول عمل فني يجمعها بموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب.