أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أن «عاصفة الحزم» و«رعد الشمال» سطرتا نموذجا مشرفا في ردع الظالم ونصر المظلوم ورد الإرهاب وفلوله، والتصدي لمحاولات نشر العنف والفوضى، والغلو والتطرف، وتقويض الوحدة والأمن والاستقرار، والتنمية والمقدرات والمكتسبات، لتحقيق الأمن والسلم الإقليميين والدوليين. فهنيئا لجنودنا البواسل، وأبطالنا الأشاوس. وأوضح في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام أمس انتشار ظواهر اختطاف العقول باسم الدين، والصراع بين الأيديولوجيات والأجندات، مما أفرز تناقضات سلوكية وانتماءات فكرية، ما يحتم ويوجب معرفة الضوابط والأصول والمقاصد الشرعية للتمسك بالثوابت في زمن المتغيرات وللسلامة من عواصف الحيرة والحفاظ على الهوية الإسلامية الصحيحة ليسلم أبناء الأمة من نفثات من يتوشحون رداء الدين وهم هوادي الضالين وأئمة المضلين، يتاجرون بالدين، ويخالفون سنة سيد المرسلين، يمتطون الإسلام لتحقيق مآرب سياسية وأطماع توسعية خفية. وقال هل يعي ذلك الزاعمون التحقق بالدين وهم طعانون في فضلاء الأمة وأخيارها، متنقصون لسلفها ورموزها، والأدهى والأمر مناصرتهم البغاة الطغاة الذين أحالوا شعوبهم إلى البوار، واعتسفوهم بالحديد والنار (...) وما أفعالهم في بلاد شتى بخافية على كل ذي عينين؛ في بث الفرقة والخلافات والإرهاب والطائفية والعنف وسفك الدماء، والأطماع الخفية في المنطقة برمتها، وما المجزرة الوحشية في الغوطة الشرقية عنا ببعيد، ولا تسل عن حال إخواننا في الفلوجة الأبية. ودعا إلى الوقوف بحزم وعزم في التعامل مع هؤلاء الأفاكين، ولا يجوز أن نعطي آذانا لكل من هب ودب، وعانت الأمة من أحقادهم وجرائرهم، فلم يتخذهم التاريخ إلا مثالا قاتما للطغيان الغشوم، يتوارى قادتهم خلف شعارات براقة، وكلمات مستعذبات دفاقة، ظاهرها الرحمات الغداقة، والقلوب المشفقة العلاقة، وما هي إلا كشيش أفعى أجمعت لعض.