تسببت قوة صمود الريال السعودي وارتفاع أسعار النفط خلال الأشهر الماضية في خسائر فادحة على عقود مضاربات زوج العملة «الدولار / ريال» خلال الربع الأول من العام الميلادي الجاري؛ الأمر الذي عمق من خسائر صناديق تحوط أمريكية ارتكزت على رهانات خروج قرار يفضي إلى تخفيض عملة الريال أمام الدولار أو المضي قدما نحو فك الارتباط. وبحسب تقارير حديثة حصل عليها عملاء لديهم أموال في تلك الصناديق؛ فإن حجم الخسائر المسجلة اقتربت نسبتها من 2 % على كل مليون دولار، ما يجعل النسبة عرضة للارتفاع خلال القادمين إلى أكثر من 10 % في حال ارتفعت أسعار النفط إلى ما فوق 50 دورلارا للبرميل، وواصلت إغلاقاتها في مناطق التماسك السعرية مع استمرار تراجع قوة الدولار بسبب الإرهاصات الصادرة عن المجلس الفيدرالي الأمريكي. وأكثر الصعوبات التي سيواجهها مديرو تلك الصناديق، هو كيفية تخطي مخاطر المزيد من ارتفاع أسعار النفط لتغطية مراكز الخسائر التي منيت بها قبل الشروع في البحث عن مكاسب في ظل تحسن أسواق النفط الأمر الذي قد يجعل من اجتماع منتجي النفط المقرر عقده في العاصمة القطرية الدوحة 17 أبريل الجاري لبحث إمكانية تثبيت إنتاج النفط مفترق طرق جديدا لتلك الصناديق. وفي هذا السياق؛ أوضح المستشار المالي محمد الشميمري أن بنوك الاستثمار التي تعطي عقودا مستقبلية لصناديق التحوط تعرف أن هذه العقود مخاطرتها جدا ضعيفة؛ ولذلك تدخل طرف بائع لهذه العقود ويلتزم بالسعر المخصص لهذا العقد. وأفاد بأن البنوك هي التي تغطي الفارق السعري في حال حدث ذلك بعد وصول العقد إلى نهاية مدته، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن معظم البنوك تتعامل في هذا الإطار من منطلق استمرار ارتباط الريال السعودي بالدولار الأمريكي عطفا على المستجدات والمتغيرات والأسس الاقتصادية والسياسية. وأضاف: هناك بنوك استثمارية تطلب عقودا خاصة بالريال، فيتم تنفيذ إجراءات تحوط عليها لتلافي ظهور نوع من الضعف على عملة الارتباط بالدولار. الشميمري أشار في حديثه إلى أن الخسائر لا يمكن احتسابها بشكل قاطع وحتمي باعتبار أن نوعية مثل هذه العقود تمتد إلى أكثر من عامين، مؤكدا في الوقت ذاته على أن أعداد هذه الصناديق ليست كثيرة، مستدركا بقوله: في ظل الأوضاع الحالية للاقتصادين السعودي والأمريكي فإن ارتباط سعر صرف الريال السعودي مع الدولار الأمريكي مستمر على المدى البعيد في ظل استقرار السياسة المالية لمؤسسة النقد السعودي. وشهد زوج العملة (الدولار / ريال) خلال الثلاثين عاما الماضية؛ وصوله إلى مستويات قريبة من 3.8 ريال لكل دولار كأعلى قمة، بينما شهد أدنى قاع وصول السعر إلى مستويات 3.6 ريال. يشار إلى أن السعر الافتتاحي لزوج العملة خلال شهر أبريل بدأ من مستويات 3.7495 ريال لكل دولار، ووصل أعلى مستوى له عند 3.7517 ريال، بينما سجل أقل سعر عند 3.7465 ريال.