مرة أخرى يختنق طفل في حافلة مدرسة أهلية بجدة، المرة السابقة لم تجف دموع والدي ضحيتها بعد، وأصدر وزير التعليم عزام الدخيل في ذلك الحين قرارا جريئا وحازما بإغلاق المدرسة وسحب رخصتها، ليوجه رسالة قوية بأن سلامة الطلاب لا تقدر بثمن، وتوقعت أن المسؤولين في كل القطاعات المتصلة بالتعليم ونقل الطلاب سيلجأون لمراجعة إجراءات النقل المدرسي لضمان عدم تكرار الحادثة القاتلة! لكن تكرار موت طفل في حافلة مدرسة بعد ستة أشهر فقط يدل على أن أي مراجعة للإجراءات ومراقبة تطبيقها لم يتم أو على الأقل لم يكتسب صفة الجدية والحزم، وربما كان للحكم القضائي الذي أعاد فتح أبواب المدرسة دور في إجهاض رسالة قرار الوزير! والإجراء المطلوب لا يكلف شيئا، مجرد أن يلتزم سائق الحافلة بتفتيش حافلته عند إتمام كل مهمة نقل طلاب يقوم بها، ويكون هناك مشرف يضمن تطبيق هذا الإجراء، فهل هذا كثير أن يمشي أحدهم بضع خطوات داخل الحافلة ويحرك بصره يمينا ويسارا بين المقاعد؟! كم هو مؤسف أن يكون ثمن حياة بشرية بضع خطوات و«التفاتات» لم تكن لتكلف صاحبها شيئا، كم هو مؤلم أن يتجرد الإنسان من حس المسؤولية والأمانة في أي مجال، فكيف عندما يتعلق الأمر بحياة وسلامة الأطفال! لقد كان هذا الطفل أمانة ثمينة ضيعها الإهمال وغياب المسؤولية!