مرة أخرى يُستفز المجتمع بمشهد تمثيلي، فقد أعلنت جامعة الأميرة نورة أن التحقيقات الأولية كشفت أن مقطع اقتحام شاب لباص نقل طالبات لم يكن سوى مشهد تمثيلي ولا علاقة له بالجامعة أو طالباتها، أما بعض المجتمع فمرة أخرى «يطير في عجة» عدم التروي للتثبت من صحة الحدث وما زال يلدغ من جحر «العجلة» مرة بعد مرة ! ليست المرة الأولى التي يتم فيها اللجوء للتسويق على حساب المجتمع، فقبل أشهر سرب مشهد للاعب كرة قدم شهير يستفزه بعض الشباب المتعصبين ليتمكنوا من سرقة سيارته، وبعد عاصفة استنكار في وسائل التواصل الاجتماعي يتضح أن المشهد تمثيلي ويبرر أصحابه أنه للتسويق لحلقة من مسلسل تعالج ظاهرة التعصب، لكن التعصب الذي أفرزه المقطع المسرب زاد من التعصب بين الجماهير قبل أن يكشف زيفه ! وفي مشهد اقتحام الشاب لحافلة الطالبات وتصويرهن، انتشر الخبر في وسائل الإعلام والتواصل العربية والأجنبية على أنه حدث حقيقي وصار محل تندر وإساءة للمجتمع السعودي في وقت حرج تستهدف فيه المملكة وشعبها بكل ما يسيء إليها، فكيف بهذه المشاهد المزيفة التي تصنع داخلها وتتحول إلى وسيلة إساءة خارجها ! يجب أن يعي أهل الفن أن تسريب المقاطع والمشاهد للترويج للأعمال الفنية على أنها أحداث واقعية لجذب اهتمام المشاهد هو تسويق رخيص وعمل يفتقر للأخلاق، خاصة عندما تكون نتيجته إثارة للمجتمع وإساءة للوطن !