لربما كانت «صورة» أو «مشهد فيديو» بداية لنيران نقاش مستعرة بين الإثبات والنفي وبين السعي لكشف التفاصيل ومعرفة حقيقة الجزء الذي ظهر للجمهور، لتبدأ التكهنات حول الدليل المعروض وماهيته ومن هم أطرافه وما الغرض من نشره وإبداء الرأي بين مؤيد ورافض للسلوك الظاهر في المشهد، الذي لطالما كانت الأقوال العجولة عنه في غير محلّها في حال كشف حقيقة ما ظهرت سابقاً لتعود العجّة إلى أدراجها هادئة الحركة. وهذا ما حدث منذ أيام حول مقطع فيديو ظهرت فيه مجموعة من طالبات الأميرة نورة من داخل أحد الباصات، الذي استنكره الكثير من الناس مستهجنين سلوك الرجل والفتيات فيه، لكن «الهاشتاغ» الذي لم يهدأ منذ بدء انتشار الفيديو حتى اللحظة لم يخدّره نفي جامعة الأميرة نورة الذي أصدرته بعد ظهور المشهد، ونفت جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن في الرياض مقطع الفيديو المتداول والمنسوب إليها وقالت في تصريح لها: «إن المقطع تمثيلي ونستنكر عدم المهنية في نشر الخبر، ما سمح بسهولة تداول الإشاعات من دون التحقق من المصادر». وكان رواد مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا هذا الفيديو على «تويتر»، الذي يُظهر قيام شاب باقتحام باص خاص لنقل طالبات جامعة الأميرة نورة، وقيامه بتصويرهن بهاتفه المحمول بينما يعلو صراخ الطالبات طلباً للنجدة، وهو ما نفت صحته جامعة الأميرة نورة جملةً وتفصيلاً مؤكدةً عدم صحته وبأنه مشهد تمثيلي. ونسب «المقطع» إلى مشهد تمثيلي من عمل فرقة «شباب البومب» من أحد مسلسلاته التي ستعرض في رمضان المقبل، وبين هدوء أعصاب المتداولين للمشهد وغضبهم العارم يصدر حساب «شباب البومب» تغريدات عدة بخصوص المشهد المنسوب إليهم، ذكروا فيها أنه وردتهم الكثير من الاتصالات والاستفسارات والرسائل عن المقطع المتداول، الذي يظهر فيه شاب يصور باص به مجموعة ممن يرتدين عباءات نسائية، وأنه ذكر أن هذا تصوير لأحد الشباب لباص تابع لجامعة الأميرة نورة، وأنه قد قيل أنه مشهد من مقطع لمسلسل «شباب البومب» الذي سيعرض في شهر رمضان القادم، وذكر الحساب: «نحن طاقم مسلسل «شباب البومب» نؤكد أنه ليس لنا علاقة بهذا المقطع نهائياً، ولا نعلم إن كان مشهداً حقيقياً أو تمثيلياً، وعلى ذلك وجب التنويه». ولم تكن هذه القضية الأولى على الساحة التي تثير غبار النقاش حولها ومن ثم يأتي أحد التبريرات متأخراً حتى يخمد ثوران الجدل في إعلان أنه مجرد مقطع تمثيلي أو مشهد من برنامج، وحول الإثبات والنفي يبقى المشهد متداولاً لدى الباحثين عن حقيقته ومحاولة معرفة إن كان مشهداً تمثيلياً أم حقيقياً.