ما إن وطئت قدم الرئيس الإيراني حسن روحاني أرض الباكستان، حتى أعلنت السلطات الباكستانية اعتقال جاسوس هندي تسلل الحدود عن طريق بلوشستان، الأمر الذي أثار العديد من التساؤلات حول تسهيل إيران دخول جواسيس بشكل غير مشروع لإثارة البلبلة وزعزعة الاستقرار في الداخل الباكستاني عبر الجار الهندي. باكستان لم تنتظر انتهاء زيارة روحاني واستدعت الخارجية، السفير الهندي لدى إسلام آباد للاحتجاج على تسلل الجاسوس الهندي لأراضيها. ومن المؤكد بأن اتهام جاسوس في الاستخبارات الهندية RAW أثار مزيدا من التوتر بين الجارتين النوويتين بعد شهور من إلقاء الهند اللوم على متشددين يتمركزون في باكستان في هجوم على قاعدة جوية هندية قتل فيه سبعة عسكريون، إلا أن دخول الجاسوس الهندي إلى الأراضي الباكستانية أدخل زيارة روحاني - التي تمخض عنها التوقيع على العديد من الاتفاقات الاقتصادية والاستثمارية- في أزمة غير معلنة خاصة عندما رفض روحاني في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف أمس الأول أن يكون قد ناقش مع قائد أركان الجيش الباكستاني راحيل شريف قضية الجاسوس، رغم إن مكتب الجنرال راحيل أكد أن قضية القبض على الجاسوس الهندي نوقشت بتفصيل مع روحاني. ورغم إن زيارة روحاني تعتبر أول زيارة رسمية له للباكستان، وحظيت باهتمام رسمي كبير سواء من ناحية الوفد الإيراني الرفيع أو من حيث المناقشات العالية المستوى، إلا أنه لم يستطع انتزاع موافقة رسمية من باكستان على إكمال خط أنابيب الغاز الإيرانيالباكستاني والبدء بضخ الغاز. وسط محاولات إضفاء الطابع الحميمي للزيارة من قبل روحاني حيث قال في المؤتمر الصحفي إن العقوبات الاقتصادية رفعت عن إيران وإن إيران أكملت بناء الخط في أراضيها، والآن الكرة في الملعب الباكستاني حول استئناف العمل بمشروع الأ نابيب. ليأتي الرد من الجانب الباكستاني عبر وزير البترول شاهد خاقان عباسي الذي كان أكثر وضوحا بالقول إن «المشروع لم يبدأ العمل به حتى الآن، وأن العقوبات الدولية على إيران بالكاد رفعت أخيرا وسيتم تقييم الأوضاع على الأرض الذي قد يستغرق وقتا طويلا. وحمل الرد الباكستاني في طياته رسالة هامة أن العلاقات الباكستانيةالإيرانية جيدة جدا ومفتوحة، إلا أن هناك خطوطا حمراء وقضايا إستراتيجية لايمكن اتخاذ قرارات سريعة بشأنها. وكان الرئيسان الأسبقان الإيراني أحمدي نجاد والباكستاني زرداري أعطيا إشارة البدء في إنجاز مشروع أنابيب لنقل الغاز الإيراني إلى باكستان، وذلك بالرغم من اعتراض الولاياتالمتحدة على المشروع وتعرض المشروع الذي تقدر كلفته بسبعة مليارات دولار للتأجيل مرات.