- في إطلالته الأولى.. يظهر المذيع متهكما، متحديا، عدوانيا يدور بكرسيه نصف دائرة ثم يرمي بجمرات على موقد الغضب - يستأذن بابتسامة ساخرة في فاصل، قبل أن يعود لمنتظريه محاطا بضيوف أوقد النيران في ألسنتهم عبر سيناريوهات معدة «سلفا» من خلف الكواليس. *** يعتدل بعد العودة في جلسته. ثم بأسلوب مسرحي يوزع تهكماته، وتشككاته، واتهاماته ويوزع «ورق» اللعبة على من بجواره. ليبدأ حوارا سقيما، عقيما، مرتبا. ينضح بالتعصب واللغة الاستعلائية. والإقصائية. وفي تبادل قبيح للأدوار يشعلون الحرائق هنا وهناك. *** ينتهي «حوار الطرشان» دون أن يضيف مفيدا أو جديدا. يجمع «مخرج المسرحية» أوراقه، يخبط بها على طاولته ومن ثم يعد بمزيد من «الألغام» غدا. *** هكذا هي «بعض» برامج التعصب وليس كلها لأن التعميم مضر.. وظالم. فبرامج «الربحية» ووسط صمت الجهات المسؤولة عن تحديد المعايير المهنية والأخلاقية تسرح وتمرح وتنتج الكراهية. الصبية وحتى «بعض» الكبار يتجرعون هذا الإسفاف ومن ثم يتقيأونه لاحقا في المدرجات ووسائل التواصل الاجتماعي شتائم وسباب ونقد هادم وتعصب بغيض انعكس سلبا على أكثر من صعيد. *** - الأندية تتراجع فنيا وإداريا وماليا. - المنتخبات بكل فئاتها لا تحقق شيئا يستحق الذكر. - تصنيف الأخضر في الفيفا يمتطي ظهر سلحفاة. - اللاعبون يقبضون الملايين ويقدمون على العشب «ملاليم». - الجماهير تهرع للملاعب لتشتم وليس لأجل أن تشجع وتستمتع. وكلها تداعيات التحريض الإعلامي «غير المسؤول». *** النار من مستصغر الشرر ففي مصر.. بدأت المأسأة بهرج فضائي غذته مكايدات إدارية وإعلامية. اختلط الإحباط الاقتصادي بالسياسي مع الاقتصادي ثم انفجر في فبراير 2012 في ملعب بورسعيد وكانت الحصيلة 74 قتيلا. وتكرر في نفس الشهر من عام 2015 بالقاهرة وخلف 22 ضحية. *** هنا .. يتواصل العنف اللفظي يتغذي من ثدي برامج ترضعه يوميا من حليبها. التعصب يكبر ككرة ثلج. حب كرة القدم يغادر «الأسفلت» ليسير في طريق ترابية وعرة - الآن أنت متعصب.. إذن أنت مشجع. وهي بكل أسف بداية الطريق نحو «هايسل».