الرسالة السعودية الواضحة والصريحة، هي لجم المتربصين بأمنها واستقرارها وعدم المساومة على الأمن والاستقرار الإقليمي، ذلك أن منطقة الخليج أولا والمنطقة العربية ثانيا تشكلان عمقا إستراتيجيا للمملكة العربية السعودية. وتحرص الدبلوماسية السعودية في هذا الإطار على التنسيق والتشاور مع الأصدقاء والحلفاء في قضايا المنطقة ومواجهة التحديات وتوسيع آفاق التعاون حيال القضايا الإقليمية والدولية والعسكرية، وتعزيز فرص الاستقرار في المنطقة، بما فيها الجهود المشتركة في مكافحة الإرهاب. والولايات المتحدةالأمريكية صديق وحليف تاريخي للسعودية وبالتالي فإن التنسيق والشراكة معه تشكل أولوية من أجل الحفاظ على الأمن الإقليمي والدولي. ولعل اتصال وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر بولي ولي العهد كان محوره الأساسي تلك القضايا، وذلك في إطار التنسيق المستمر بين الرياض وواشنطن حول مختلف قضايا المنطقة ومواجهة تحدياتها، وهذا يأتي انطلاقا من سياسة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الدائمة على تقوية الشراكة الأمريكية - السعودية، وتعزيز التعاون الدفاعي والأمني بينهما في مواجهة تنظيم داعش في سورية، ومكافحة التطرف وقطع إمدادات تمويل المنظمات الإرهابية. والمملكة كانت ولاتزال السباقة في إطلاق مشروع دولي لمحاربة الإرهاب، وعندما شكل التحالف الإسلامي بقيادتها فهي توجه رسالة عميقة بأنها لن تسمح بأي محاولات لتشويه الدين الحنيف عبر عصابات وميليشيات التطرف والتنظيمات الإرهابية، مثلما هو حرصها على استقرار المنطقة والعالم، من أجل حماية الأمة من هذا الوباء الدخيل على مجتمعاتنا والذي بات ذريعة أمام بعض الدول المتربصة بالإسلام والمسلمين، فهي تؤكد للعالم أجمع أن الأمة الاسلامية ليست أمة الإرهاب وأن هذا الدين ليس دين إرهاب. التحالف أنشئ لمواجهة الإرهاب وسينعكس ذلك في المستقبل القريب إيجابا على شعوب المنطقة وعلى المستوى العالمي أيضا، فنحن نشهد مرحلة جديدة تتسم بمواجهة هذا الإرهاب من أجل اقتلاعه من جذوره.