أكد المشاركون في جلسة (مواجهة التطرف) على هامش منتدى الاتصال الحكومي 2016 أن التطرف هو المنبع الرئيسي للإرهاب وأن مهمة الاتصال الحكومي تكمن في تنظيم الحملات الإعلامية والتثقيفية المكثفة وتوجيهها نحو جمهور الشاب بشكل خاص للتصدي لكافة الظواهر الفكرية والاجتماعية والعقائدية التي تغذي التطرف والعمل على وأده من منشئه قبل أن يتحول إلى إرهاب يهدد الأمن القومي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي للمجتمعات. مشيرين إلى أن الحل السياسي هو الأنسب لمواجهة التطرف. وأرجع الممثل السامي لمنظمة الأممالمتحدة لتحالف الحضارات ناصر عبدالعزيز النصر، سبب التطرف؛ إلى الاحتلال الذي رزحت فيه الدول العربية والإسلامية لسنوات إلى جانب الفقر والجهل والفساد، وكذلك الانتهاكات والنزاعات الطويلة التي لم تتم تسويتها حتى الآن. كما أن النظم التي عملت على تهميش الشباب وإقصائهم أدت إلى فورة غضب تمخض عنها ما يسمى الربيع العربي. وأكد النصر على أهمية مسؤولية رجال الدين لتوعية الشباب وتوجيههم نحو الاعتدال وعدم الانخداع بالأفكار المتطرفة والجماعات التي تتبناها المنظمات الإرهابية، بالإضافة إلى جهود الدولة والمجتمع المدني من رجال العلم ورجال الأعمال وجميع فئات المجتمع لإيجاد حل للظواهر السلبية التي تواجه الشباب. بدوره، عول رئيس وزراء فرنسا السابق دومنيكدو فيليبيان على الحل السياسي للتصدي للإرهاب وتوحد الأسرة الدولية لمواجهته وتفعيل دور الاتصال الحكومي في الكشف المبكر عن مسببات التطرف المادية كالفقر والجهل والتخلف واليأس، وتعميم قيم المساواة بين فئاته الاجتماعية دون تفريق وسيادة القانون كمرجع وحيد لحل النزاعات. وقال دومنيكدو بأنه لا يوجد دولة بمنأى عن التطرف وأن الاستجابة الوحيدة لمواجهته هي الاستجابة السياسية، إلا أنه لا يرى عدم تبني أي مشروع سياسي لحل التطرف إلى الآن، فالمشروع السياسي سيعمل على التكاتف والإنصاف الاجتماعي والاقتصادي لإعادة إحياء الأمل عند الشباب المحتقن بالغضب نتيجة الظروف المتأزمة التي يعيشها وتدفعه للتطرف، وسيقدم فرصا لحياة أفضل تحترم حقوق الإنسان وحرية الإعلام. وأكد دومنيكدو ضرورة تعزيز دور الاتصال الحكومي البناء في تبني مبادرات لنشاطات مشتركة بين الشباب من شعوب مختلفة وديانات مختلفة لتعميق العلاقات الإنسانية وتقريب الصورة الحقيقية للآخر وتعميق انتماء الفرد للجماعة وتهذيب السلوك الإنساني.