أثنى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز على دور المملكة في خدمة الإسلام وتوحيد كلمة المسلمين ومكافحة الإرهاب والتطرف من خلال العديد من الأعمال الجليلة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. مثمنا جهود رابطة العالم الإسلامي في عقد المؤتمرات والبرامج العلمية لمكافحة التطرف والغلو والإرهاب. وأوضح الرئيس الموريتاني لدى افتتاحه أمس (الأربعاء) في نواكشوط مؤتمر «علماء السنة ودورهم في مكافحة الإرهاب والتطرف» أن الأمة الإسلامية تواجه الفكر الإرهابي المتطرف الذي تسبب في إشعال نار الفتنة وزعزعة الأمن والاستقرار في دول عدة. مؤكدا مسؤولية العلماء لبيان مفاهيم الدين الإسلامي الحنيف وتحصين الأجيال ضد مخاطر الانحراف الفكري والإرهاب وإعادة المغرر بهم إلى جادة الصواب. من جانبه، حذر الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي من تنامي التطرف في العالم الإسلامي. موضحا أن «معالجة الغلو والتطرف تنطلق من الفحص العميق للأسباب التي أدت إلى نشأته». لافتا إلى أن من أهم الأسباب النشاط الطائفي الذي بدأ يظهر في العديد من الدول الإسلامية، ويروج له عبر مجموعة من القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية، مستهدفا تمزيق الأمة الواحدة، وصرفها عن إصلاح أحوالها، إلى الاشتغال بجدل لا ينتهي في قضايا تاريخية، والطعن السافر في الصحابة الكرام وأمهات المؤمنين الطاهرات، والسلف الصالح الذين على أكتافهم رفع عمود الإسلام، وانتشر الدين في المشارق والمغارب، ووصلت دعوة الإسلام إلى مختلف الشعوب، ولا تزال تضحياتهم مخلدة في سجلات التاريخ. وطالب العلماء بتوعية الناس حول المشروع الطائفي الذي يهدد وحدة الأمة واستقرارها الفكري والسياسي. مبينا ضرورة أن يتضامن علماء السنة في توجيه رسالة بيان ونصح للمرجعيات الطائفية المعتدلة، تذكرها بحق الإسلام الذي يوجب على الجميع المحافظة على وحدة المسلمين، وصون دمائهم وأموالهم وسائر حرماتهم، وتوجيه رسالة أخرى إلى الجهة التي تنطلق منها الطائفية، تدعوها إلى الكف عن النشاط الطائفي، وتحذرها من خطورة الاضطهاد لأهل السنة، وأن ذلك لن يجلب لها إلا المزيد من الاستنزاف والمشكلات، ويبعدها عن تقديم أي نفع للأمة التي تنتمي إليها. وأكد العلامة الدكتور عبدالله بن بيه في كلمته أن العالم تحرك ضد الإرهاب بإنشاء الأحلاف، ومن ضمنها الحلف الإسلامي العالمي الذي قادته المملكة بجدارة، وشاركت فيه موريتانيا. مبينا أن الجانب الفكري من قبل العلماء مهم جدا بجانب العمل العسكري، وهو ما يؤكد مسؤولية العلماء الكبرى بمواجهة التطرف والغلو بفكر مستنير. وأضاف: «إذا تحدثنا عن السلام فإننا نتحدث عن مكافحة التطرف». مبينا أن السلام المنطلق من الكتاب والسنة مقصد شرعي مطلوب، وهو سلوك ورحمة ومحبة، وطريق لإطفاء حرائق الحروب والإرهاب. مؤكدا أهمية منهجية العلماء العلمية والفكرية في ترسيخ السلام ومكافحة التطرف والإرهاب. أما وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي الموريتاني أحمد ولد أهل داوود فأوضح في كلمته أن محاربة الإرهاب تحتاج لأساليب فكرية وحوارية وأمنية مع من تلوثت أفكارهم بالتطرف والغلو. مؤكدا أن العلماء انبروا للتصدي لأصحاب الأفكار المضللة. مبينا أن الأمة الإسلامية التي اكتوت بنار التطرف والإرهاب في حاجة إلى استحضار المعاني الإسلامية والقيم السامية. مشيدا بجهود رابطة العالم الإسلامي العلمية لمكافحة الإرهاب. مشيرا إلى أن الأمة تنتظر أن يخرج المؤتمر بالكثير من الأساليب العلمية لمكافحة التطرف والغلو والإرهاب.