يوافق اليوم مرور عام على «عاصفة الحزم» التي أطلقتها المملكة بقيادة تحالف عربي في 26 مارس الماضي لدعم شرعية الرئيس هادي يومها ال 363، حيث أجمع خبراء عسكريون واستراتيجيون مصريون ل «عكاظ» أن العاصفة نجحت خلال تلك الفترة في تدمير مواقع عسكرية للحوثيين وقوات المخلوع وعودة الرئيس هادي إلى اليمن. وطالبوا بضرورة استكمال مراحلها لتحقيق كافة أهدافها في مقدمتها كبح جماح الحوثيين، وقطع الطريق أمام مطامع وطموح إيران في المنطقة العربية نهائيا، وإجبار جميع الأطراف على العودة إلى الحوار السياسي، ووضع السلاح جانبا. أكد رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق اللواء نصر سالم أن «الحرب لا تقاس بمدتها»، منوها أن «عاصفة الحزم» رغم قصر مدتها، إلا أنها نجحت في إيجاد انشقاقات بين الميليشيات التابعة للحوثيين، وتدمير عدد من قوات أنصار «المخلوع» علي عبدالله صالح، وعودة الرئيس الشرعي هادي عبدربه لمزاولة عمله داخل البلاد في مقاومة الحوثيين، كما انتشرت اللجان الشعبية المدعومة من قوات التحالف التي هي خليط من أفراد المجتمع اليمني ضد التواجد الحوثي لرفضهم تقسيم بلادهم إلى دويلات. وقال سالم: إن من نتائج «عاصفة الحزم» تدمير عدد من القدرات العسكرية التي استولى عليها الحوثيون من مخازن الجيش اليمني، كما أنها نجحت في تمكين دول التحالف العربي من السيطرة على الأجواء الجوية والمياه الإقليمية لمنع وصول الأسلحة إلى الميليشيات الحوثية، وعدم تهديد مضيق باب المندب، وعدم توجيه أي ضربات جوية ضد عمليات التحالف. وأضاف أن المملكة وجهت من خلال تلك الحرب رسالة إلى الإيرانيين بأنها قادرة على حماية حدودها من أي اعتداءات خارجية، وهو المكسب الأهم من وجهة نظري، حيث أنهت تلك الحرب التهديد الذي شكله الانقلاب الحوثي على أمن المملكة وأيضاً الأمن العربي، مطالباً بضرورة استمرار العمليات العسكرية لقوات التحالف حتى يتم القضاء نهائيا على هذه العصابات. من جهته قال اللواء طلعت مسلم الخبير العسكري والاستراتيجي: إن العاصفة ألحقت خسائر كبيرة بالبنية التحتية، ودمرت الكثير من إمكانيات المتمردين، معتبرا أنها بحاجة إلى المزيد من العمليات من أجل استكمال مهمتها وتحرير صنعاء من قبضة المتمردين، خاصة بعد أن نجحت في تحقيق انتصارات تمثلت في عودة الرئيس عبد ربه منصور إلى عدن وممارسة الحكومة مهامها في إدارة شؤون الدولة والإشراف على النواحي الإنسانية ميدانيا. واتفق السفير د. محمد شاكر «رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية» مع ما ذكره اللواء مسلم ورأي في إطلاق هذه العاصفة جاء في توقيت مناسب، مشيرا إلى أن ما حققته على مدى الفترة الماضية وبعد 363 يوما من إطلاقها من ضربات موجعة أجهضت الكثير من إمكانيات وقدرات المتمردين، مؤكدا أن عملية «عاصفة الحزم» أظهرت صورة هشة للنظام الإيراني، التي تختلف تماما عما كانت عليه قبل بدء العملية. وقال شاكر: إن ضربات «عاصفة الحزم» وحدت الصف العربي وجعلته يلتف حول أمنه القومي، مشيداً بالتفاف الشعب اليمني حول شرعيته، والإصرار على حسم المعركة لصالح هذه الشرعية. من جانبه أكد الدكتور مدحت حماد رئيس مركز مصر للدراسات الاستراتيجية أن التحالف الذي تقوده المملكة، حقق أهدافه العسكرية إلى حد كبير، في إطار التمسك بالشرعية ورفض الانقلاب عليها، واستئناف العمليات السياسية وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن رقم (2216). وقال حماد: دول الخليج خاصة المملكة والإمارات اللتين خاضتا الحرب لوقف التمدد الإيراني إلى خاصرة الجزيرة العربية حققت جزءا كبير من أهدافها سواء بانتزاع محافظات عدة من الحوثيين أو بتأديب الرئيس السابق الذي انقلب عليها وتحالف مع الحوثيين وطهران، إذ بات الحديث اليوم على المفاوضات، وبحصولها على تفويض دولي لمراقبة بحار وأجواء اليمن ضمنت المملكة ودول الخليج وقف تدفق الأسلحة للحوثيين من إيران وصار بإمكانها التحكم بحركة الأفراد أيضا، من تسلل للحدود.