تبنى الرئيس الأمريكي باراك أوباما توجهات إيران وسكت أمام تمدد نفوذها ونشرها للإرهاب، ونجحت طهران في إقناع الإدارة الأمريكية أن الشيعة هم ضحايا للإرهاب منذ حكم صدام حسين، وأنهم لا يتمتعون بأية حقوق سياسية بالدول التي يحيون في كنفها ،، وأن أحداث سبتمبر من صنيعة تيارات إرهابية سنية على حد زعمه. واستغرب خبراء مصريون ما صدر عن الرئيس الأمريكي من تصريحات صادمة ضد السعودية ودول الخليج ورأوا أن هذه التصريحات المخادعة يعكس وقوعه تحت تأثير الدعاية الإيرانية المسمومة التي روجت لها طهران في الغرب مؤكدين أن خطاب أوباما في القاهرة بعد فوزه في الفترة الأولى كان خديعة للعرب والمسلمين . وقال السفير عبد الرؤوف الريدي سفير مصر الأسبق في واشنطن أنه يستغرب الموقف الصادر عن أوباما في هذا التوقيت البالغ الحساسية ، وخاصة في ظل ثبوت تورط إيران بارتكاب الإرهاب المباشر وكذا التورط في دعم جماعات إرهابية في اليمن وسورية ولبنان .. وفي ذات السياق انتقد الدكتور أحمد يوسف أحمد مدير معهد الدراسات العربية السابق اتهامات أوباما ضد دول عربية وخاصة السعودية وقال إن تنظيمات الإرهاب نبتت وتلقت دعمها على أيدي أجهزة مخابراتية تتمتع بتقنيات عالية وقال إنه يتعين على الرئيس الأمريكي أن يسأل نفسه عن مصادر تمويل تنظيم داعش ومن قبله القاعدة وتدريب هذه التنظيمات التي انقلبت على من صنعها .. واعتبر الدكتور محمود إسماعيل الخبير في الشؤون الأمريكية في اتهامات أوباما للمملكة ودول عربية فيها مغالطات وتساءل بدوره عمن أنشأ تنظيمات الإرهاب ومولها ،، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة تعمدت التسويف والمراوغة في تعريف مصطلح الارهاب وتجنبت وضع آليات لمكافحة هذه الآفة مما يعكس سوء مقاصد هذه الدول وخشية افتضاح أمرها وبدوره يقول البرلماني المصري الأسبق الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية، إن اتهامات الرئيس أوباما للسعودية تؤكد حقيقة أن واشنطن قد نفضت يدها من التحالف مع العالم العربي السني لصالح التحالف مع طهران الشيعية في لعبة تغيير المصالح والأجندات وإن من يقود الولاياتالمتحدة في رئاسة جديدة سيكرس هذا النهج والتعاطي بتجاهل العرب وإدارة واشنطن ظهرها للعرب لصالح الحليف الإيراني . وأضاف الدكتور زهران ل «عكاظ»إن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي التي كرست للطائفية منذ احتلالها للعراق وانتشرت بعد ذلك في المنطقة ، ووظفت الطائفية لحشد الجهود لضرب إيران وردع طموحاتها النووية،وعندما توصلت واشنطن لاتفاق نووي مع طهران في مفاوضات سرية كسبت من ورائه إيران كل شيء وخسر العرب كل شيء الآن يتحول أوباما إلى حمل وديع يطالب السعودية بالحوار مع إيران وصولا لسلام بارد ، ضربة أمريكية لكل الحلفاء العرب. ولفت إلى أن أوباما قد تنصل من كل ما وعد به في خطابه بجامعة القاهرة عام 2009 بدءا من إعلان مسؤوليته عنه كرئيس للولايات المتحدة في التصدي للصور النمطية السلبية عن الإسلام ، مرورا بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم ، ومحاربة التطرف في أي مكان ، كل ذلك بات حبرا على ورق وانتصر للبرنامج النووي الإيراني بعد أن كان يرى أن إرهاب إيران يهدد أمن أمريكا.