على الرغم من أن مفهوم (الكراسي العلمية) دخل متأخرا في أوساط الجامعات الأكاديمية السعودية، إلا أنه ازدهر بشكل ملحوظ وكبير، وساهم في حل بعض العوائق الروتينية التي يضعها نظام الجامعات السعودية أمام الأبحاث العلمية -ليس المكان هنا للحديث عنها الآن. (الكرسي العلمي)، حسب ما تشير التعريفات العلمية، هو برنامج بحثي أكاديمي هدفه (إثراء المعرفة الإنسانية في موضوع ما وتطوير الفكر وخدمة القضايا العلمية المحلية والدولية). وقد يأتي الكرسي العلمي ممولا من القطاع الخاص أو من القطاع الحكومي. الكرسي العلمي الذي يموله القطاع الخاص -في الغالب- تأتي نوعية أبحاثه متماشية مع متطلبات الشركات في معرفة السوق، والمنافسة، ومتطلبات المرحلة المقبلة وما إلى ذلك من دراسات تصب في ذات التوجه. الكرسي العلمي الذي تموله الحكومة تكون أبحاثه متمحورة حول اتجاهات الرأي العام، وسلوكيات الأفراد المتعلقة بالولاء والانتماء بكل أشكالهما، والمشاكل الاجتماعية التي تحتاج إلى دراسة متخصصة. ثم يأتي نوع ثالث من الكراسي العلمية، وهو الكراسي التي تمولها الجمعيات الخيرية؛ وفي الغالب تكون أبحاثها متعلقة بالأمراض: مثل السرطان والإيدز والملاريا.. أو أبحاث الأدوية والعلاجات الطبية. (كرسي تعليم اللغة)، رغم أنه لا يدخل مباشرة في أي من تلك الكراسي، إلا أنه يمكن أن يندرج تحت جلباب رسالات ورؤى كل تلك الكراسي. فالمجتمع لايستغني عن معرفة ثقافات العالم، وأهم بوابة للدخول إلى ثقافة الآخر هي تعلم لغته. والمقصود هنا ليس اللغة الإنجليزية، فهي تجد اهتماما جيدا من التعليم العام والتعليم الخاص.. ولاتحتاج إلى كرسي علمي. المقصود هو الكراسي الخاصة باللغات الأوروبية الأخرى، أهمها: الفرنسية والإسبانية والإيطالية.. إضافة إلى اللغات الشرقية العريقة مثل: الصينية واليابانية والكورية.. الهدف من وضع كراسي تعليم اللغة ليس البحث والدراسات، هدفها المباشر والأول هو تشجيع أفراد المجتمع على تعلم (لغة ما) وتعليمهم تلك اللغة بالآليات والطرق الصحيحة. بعد سنوات قليلة سنجد أن نسبة المتحدثين بلغات متعددة قد ارتفع، كما نجد أن المجتمع قد أصبح أكثر فهما وقدرة على التعامل مع ثقافات العالم المختلفة، مما يخدم مجالات القطاعين: الخاص والعام. كرسي تعليم اللغة.. يمكن أن تموله كل تلك الجهات؛ القطاع الخاص والحكومي والجمعيات الخيرية.. فهو توجه إيجابي يحتاجه المجتمع أفرادا وجماعات. [email protected]