قصدت بداية أن أضع عنوان هذا المقال (معالي وزير العدل) وأوجهه إلى معاليه باعتباره رئيسا لهيئة المحامين السعودية، ولكنني مع كتابة المقال شعرت بأن ما يثار في الإعلام بشكل دائم ومتجدد سيجعل القارئ يتمنى أن يوجه إلى معالي رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقررت ألا أخيب ظن الجميع وأن أكتب مقالي في صيغة رسالة إلى معاليه باعتبار أهمية هذا الجهاز الشرعي لأن العمل بالمعروف والنهي عن المنكر صدقة وواجب والتزام ديني على الأمة وقصرها على جهاز متخصص يحتم أن يقوم أعضاء هذا الجهاز بالمهمة على أكمل وجه فقها وعلما ومهنية مقابل الأجر المحصل في الدنيا والمثوبة من الله عز وجل. ولأننا في دولة قانون ومؤسسات فيجب ألا يقوم بهذا العمل أي شخص خلاف المصرح له بالعمل في هذا الجهاز. ومع فخرنا واعتزازنا بتوجيهات المغفور له بإذن الله الأمير نايف بن عبد العزيز الذي أكد في أكثر من مناسبة بأن المواطن هو رجل الأمن الأول وهذا أمر عظيم، ولكن من يريد أن يدعي أنه رجل أمن بحجة الغيرة والدفاع عن الوطن وأمنه، ننبهه إلى أن ذلك لا يكون إلا وفق ضوابط محددة لأن هناك فرقا بين التعاون والدعم والدعاء وبين القيام بالعمل ذي الضوابط القانونية والإجرائية. والذين يقومون بأعمال الضبط الجنائي بحسب المهمات الموكلة إليهم هم رؤساء مراكز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حدود اختصاصهم وذلك وفقا للمادة 26 في نظام الإجراءات الجزائية لأن أعمالهم ذات طبيعة أمنية خصوصا في قضايا التعرض بالقول أو الفعل للمرأة أو الرجل والدعارة والمخدرات والقضايا اللا أخلاقية إلى غيرها من الجرائم الخطيرة على المجتمع والوطن والمواطن وأمنه. وإذا كان هناك عدد لا بأس به من القضايا تأخذ طريقها إلى القضاء فلابد أن تتم جميع خطواتها بما يتفق مع صحيح النظام لإكمال مسيرة أعمال أعضاء الهيئة في حفظ الأمن، الذين يجب أن يتميزوا وفقا لتميز وأهمية وخطورة مهمتهم الشرعية والاجتماعية الأمنية الهامة. ولذلك أتمنى الحرص على اختيار أعضاء الهيئة وتدريبهم على أعمال التوعية والأمر بالمعروف بلغة وأدوات العصر والشباب ومستجدات الحياة وكيفية النهي عن المنكر وفق صحيح مقصود الشريعة وتطوير مهارات التعامل مع الجمهور للأعضاء الميدانيين وبخلاف من لهم حق اتخاذ الإجراءات القانونية في الضبط الجنائي الصحيح والسليم المتفق مع القانون. أتمنى لهذا الجهاز ليس الاستمرار فهذا أمر مفروغ منه، بل أن يكون صديقا للمجتمع يحميه ويحتمي به، لا أن يصطدم معه ويركز كل منهم على الأخطاء والهفوات. حفظ الله لنا الدين والمليك والوطن.