أكد المشاركون في أعمال المؤتمر العالمي الأول للمصرفية والمالية الإسلامية الذي يعقد في مكةالمكرمة ضمن فعاليات اليوم الثاني أن الاقتصاد الإسلامي يحجم المخاطر ويضاعف فرص الاستثمار، فيما شهدت الفعاليات 75 بحثا وورقة عمل، من خلال 12 جلسة علمية وفق الموضوعات المطروحة للبحث على طاولة المؤتمر. وناقشت الجلسة العلمية الأولى «تمويل الأصول الإسلامية كبديل للاستثمار التقليدي»، حيث تحدث الدكتور محمد شريف عن تأثير مؤشرات الأسواق المالية المتوافقة مع الشريعة على الأسهم، وتوصل من خلالها إلى وجوب اهتمام المستثمرين بالجوانب الأخلاقية في التعاملات كاهتمامهم بتحقيق الأرباح المالية، كما قدم البروفيسور كبير حسين - أستاذ الاقتصاد والتمويل الإسلامي بجامعة نيو اورلينز الأمريكية - ورقة عمل تناول فيها أشكال الأصول الإسلامية المعتمدة، وتناسبها مع خصوصية الشريعة، كالأسهم المتوافقة مع الشريعة، وقاعدة السلامة الأولى للاستثمار لحفظ المال عبر متطلبات إدارة المحافظ للنظر في مزاياها الكبيرة. وفي الجلسة الثانية برئاسة البروفيسور مهمت اسوتاي - رئيس مركز الاقتصاد والتمويل الإسلامي، جامعة دورهام البريطانية - كان العنوان «تشريعات وتنظيم أسواق الصكوك وأداء الأدوات المالية الإسلامية» واستهلت بالدراسة التي قدمها أثناء إدارته للجلسة حول «انتشار صكوك الشركات في الأسواق المالية»، وبحثت الورقة في محددات صكوك الشركات الدولية في الأسواق المالية في الفترة من عام 2004 إلى 2015، وقدمت دليلا جديدا لمجموعة بيانات غطت إصدارات صكوك 62 شركة دولية مع وجود نسبة هوامش ثابتة واستخدامها درجة التصنيف الائتماني، كما قدم الدكتور أركومن أكساك - الأستاذ المساعد بجامعة دورهام البريطانية - دراسة بعنوان «المحددات الاقتصادية والسياسية لتعميق سوق الصكوك»، أشار فيها إلى تميز أداء الصكوك، مؤكدا أن الصناعة المصرفية والمالية الإسلامية أثبتت قدرتها مقابل منهجية الأسواق التقليدية، وقدمت الدراسة اقتراحا لمشكلات الأداء والنمو وإخضاعها للبحث من منظور أوسع. طارق أكين، كبير الباحثين في مجلس الخدمات المالية الإسلامية، قال في ورقته التي حملت عنوان «تقاسم المخاطر المالية وتأثيرها على التمويل الإسلامي»، والتي أثبتت نتائجها معلومات حول إمكانية تطوير تقاسم المخاطر والمنتجات المالية في الدول بحسب موقف كل دولة. كما أظهرت أيضا أن دول منظمة التعاون الإسلامي يمكنها وضع إطار للتنمية الشاملة من خلال التمويل الإسلامي. فيما استعرض البروفسور محمد عبدالمنان - مؤسس ورئيس مجلس إدارة البنك الاجتماعي الإسلامي، ببنجلاديش - أثناء ترؤسه للجلسة الثالثة للمؤتمر ورقة بعنوان «نحو فهم الأبعاد الاجتماعية والأدبية والأخلاقية في المصارف والتمويل الإسلامي»، ودعا إلى تأسيس البنك الاجتماعي الدولي باعتباره إستراتيجية من القروض الصغيرة توجه للفقراء دون فوائد للتخفيف من حدة الفقر في الدول الإسلامية وغير الإسلامية. ولفتت ورقة البروفيسور سواد بيكوفيتش - مدير الجامعة العالمية نوفي بازار، صربيا - بعنوان «الزكاة كأداة لمنع الاكتناز» إلى أن الزكاة تحفز على زيادة المعروض من الكتلة النقدية، ومن لا يستخدم مدخراته في الاستثمار سيفقد 2.5 % من مدخراته سنويا، فالزكاة ليست واجبا دينيا فحسب، بل أداة اقتصادية هامة.