أكدت الدوائر السياسية والأمنية الرسمية والشعبية العالمية أن زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز إلى فرنسا، جاءت تأكيدا لسعي المملكة الجاد في مكافحة الإرهاب والتطرف، واستكمالا لجهودها في هذا الصدد، والتي كانت محل تقدير دولي أهل المملكة لأن تكون مقرا ومنطلقا لمكافحة الإرهاب والتطرف على مستوى العالم، وخصوصا بعد النجاحات التي تحققت على المستوى الداخلي من خلال القضاء على الإرهاب وعناصره ومحاصرة مموليه، وتقديم المعلومات الاستخباراتية لدول كثيرة أسهمت في إحباط عمليات كبيرة كانت ستؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات. ويعكس الاستقبال الذي حظي به ولي العهد من الرئيس فرانسوا هولاند رئيس الجمهورية الفرنسية، وتقليده وسام جوقة الشرف الوطني - أرفع الأوسمة الوطنية في فرنسا - تقديرا لجهوده في المنطقة والعالم، مرورا برئيس وزراء فرنسا إيمانويل فالس، ووزراء الخارجية والداخلية والدفاع، أهمية هذه الزيارة التي تعد الأولى للأمير محمد بن نايف منذ مبايعته وليا للعهد، والتي بحث خلالها إلى جانب ملف الإرهاب والتطرف أوجه التعاون وتعزيز الشراكة بين البلدين لمواجهة الكثير من التحديات التي تعصف بالمنطقة، إلى جانب الأوضاع في سورية والعراق واليمن. وتكتسب الزيارة أهميتها أيضا من التقارب شبه الكامل في وجهات النظر بين المملكة وفرنسا، وخصوصا في الملف السوري، حيث يرفض الجانب الفرنسي استمرار بشار الأسد في الحكم، ويشجب ويستنكر التدخل الروسي في سورية، واستهدافه للمعارضة السورية لإضعافها، بذريعة محاربة داعش والنصرة، وهو الموقف السعودي الذي لم يتغير دعما للشعب السوري المغلوب على أمره، ومساندته للتخلص من هيمنة نظام مستبد مدعوم من إيران وحزب الله. وحظيت هذه الزيارة التاريخية بمتابعة واسعة من مختلف وسائل الإعلام العالمية، التي أبرزت جهود المملكة وحرصها على أن يكون الشرق الأوسط مستقرا، وفي مأمن من التدخلات الإيرانية، التي أشعلت الفتن الطائفية لتحقيق أجندتها الخبيثة المتمثلة في زعزعة أمن واستقرار المنطقة. وتطرقت وسائل الإعلام إلى نجاح المملكة في تحجيم الدور الإيراني، وعزل حزب الله، وإنهاء التمرد الحوثي مدعوما من الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، على الشرعية اليمنية، التي تسعى جاهدة إلى إعادة الأمن والاستقرار لليمن عن طريق الحل السياسي وفق قرارات الأممالمتحدة، وتوافق الدول العظمى. ويرى عدد من المراقبين، أن زيارة ولي العهد لفرنسا، كانت ناجحة بكل المقاييس وعلى كافة الأصعدة، لأنها ناقشت مجمل القضايا الشائكة مع أعلى سلطة في الجمهورية الفرنسية المتمثلة في الرئيس هولاند، وجميع الوزراء المعنيين، الذين تفهموا أكثر من أي وقت مضى مواقف المملكة تجاه عدد من القضايا التي تشغل العالم، إضافة إلى استعراض ملف الإرهاب الذي عانت منه فرنسا أكثر من أي دولة أوروبية أخرى. وأكدوا أنها ستلعب دورا مهما في تحجيم الدور الإيراني، والتخلص من نظام الأسد من خلال توحيد الرؤى والمواقف، إضافة إلى تضييق الخناق على حزب الله الإرهابي وقياداته التي تمول الإرهاب.