ليس من المميز واللائق أن يدون شباب سعوديون عبارات تذكارية تحمل أسماءهم أو ألقابهم على الجدران في أي مكان، لكن الظاهرة تنتشر وتبرز في الأماكن السياحية تحديدا. اليوم باتت ذكريات «أبو شجاع الميهوبي» المدونة على صخرة كبيرة في العلا التابعة لمنطقة المدينةالمنورة، الأكثر شهرة ورواجا وذلك بعد زيارة مراسل صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في بيروت بن هوبارد والمصور بريان دانتون لعدة مواقع سياحية في السعودية، إذ التقط صورة لسائح يوناني في أحد جبال العلا، وبجانبه صخرة دون عليها «ذكريات أبو شجاع الميهوبي»، ونشرها في 3 مارس من العام الحالي على الموقع الإلكتروني للصحيفة ضمن تقريره الموسع عن زيارته. ويجب على كاتب العبارة التذكارية رغم سلوكه الخاطئ، أن يكون سعيدا لأنها نشرت في أكثر الصحف رواجا عالميا، وبذلك قد تبقى أكثر خلودا في حال إزالتها من الموقع، وتطرق مراسل الصحيفة عبر تقريره إلى العبارات التي شاهدها في بعض المواقع المهمة والتاريخية، إذ أوضح في التقرير: «وجدت عبارات لزوار كتبوا أسماءهم ودونوا التاريخ أسفله 11/3/2011». الأخبار السعيدة أن رحلة الصحافي حملت تجارب مثيرة وشيقة ومتنوعة، إذ يبدو أنه استمتع كثيرا بزيارة بعض المدن في السعودية وكذلك أبرز المواقع التاريخية، وذلك من خلال ما دونه في التقرير، ويقول في تقريره: «زرت أكثر الأماكن سحرا في المملكة وهي جزيرة فرسان» واصفا السعوديين على صعيده الشخصي ب«الناس في السعودية ودودون ومضيافون». ولم يفت على بن هويارد وهو بصحبة المرشد السياحي السعودي الخاص به واسمه محمد وهو أب لأربعة أطفال، تذوق السمك في جزيرة فرسان، إذ أنه ضمن أروع أطباق الأسماك التي تناولها في حياته: «كنت جالسا على الأرض تحت النجوم وآكل بيدي وكان السمك لذيذا»، وتواصل استكشاف الصحافي في جزر فرسان عبر استئجاره قاربا والذهاب في رحلة صيد، إذ ذكر أنه استطاع اصطياد سمكة تبلغ من الحجم ست بوصات. بعد ذلك، انتقل هوبارد إلى المدينةالمنورة لمشاهدة مدائن صالح والتدوين عنها من كثب، إذ زار مدائن صالح صباحا: «كنت اتنقل بين المقابر بسعادة لهول ما أشاهده»، وسلط تقريره الضوء على مدى اهتمام الجهات المعنية في السعودية بالمواقع التراثية وتحويلها إلى موقع جذب للسياح، كما رصد الحال الشغوف للكثير من الشباب بالرحلات البرية، إضافة إلى تجربة تذوقه للشاي والقهوة، وسماعه للموسيقى الفولكلورية.