المدربون ذوو الشخصية الصامتة التي لا تبتسم إلا قليلا يمتلكون طاقات مكنونة ويطلقون سهاما محفزة للاعبيهم من خلال نظرات وإيحاءات لنقاط ضعف المنافسين، لا يجيد فك طلاسمها إلا اللماحون من اللاعبين، كل هذه المواصفات والمعايير تتطابق والداهية جروس الذي يملك التحدي المطلق والثقة المتناهية في أدواته وبعد نظره وانضباطيته وقوة شخصيته وصمته المدقع، مما أسهم في إظهار الوجه الحسن لشخصية الفريق الأهلاوي وأعاد للأذهان شخصية فرقة الرعب بعد أن غابت سنين عجافا مع رحيل الأباطرة «ديدي، سنتانا». جروس الذي صنع فريقا تهابه كل الفرق، ومنافسا في جميع البطولات كان واضحا وشفافا بالأمس حينما اعترف أن خسارته لمباراة الكأس جاءت مخيبة للآمال والطموحات ولكن فوز لاعبيه المحفز على ناساف يطمئن على إمكانية تحقيق لقب الدوري هذا العام شريطة أن يعي اللاعبون أن المباريات ال9 القادمة عنوانها الفوز ولا شيء غيره، لافتا إلى أن الدوري بات صعبا، والمهمات شاقة وتحتاج إلى بذل الكثير من التركيز البدني والحضور الذهني المطلوب في النزالات المقبلة في ظل تقارب مستويات الفرق المتنافسة هذا الموسم. وشدد على وجود الروح بين اللاعبين وهو الأمر المهم الذي يفترض أن يكون عليه عناصر الفريق فيما تبقى من مباريات الدوري وبقية الاستحقاقات الأخرى «كأس الملك وأبطال آسيا». جرأة جروس دقت جرس الإنذار وناقوس الخطر حينما أعلنها مدوية أن هناك لاعبين عليهم أن يتخلصوا من غرورهم داخل غرفة الملابس ويكون الهدف الأسمى خروج الفريق فائزا بعيدا عن نرجسية البعض وحبهم لذواتهم واللعب بروح الفريق الواحد خصوصا أولئك الذين يسعون لتسجيل الأهداف. وطمأن جروس أنصار ومجانين الأهلي بأنه يؤمن بشدة بتحقيق بطولة دوري هذا العام لكونها الهدف الأهم ومشددا على السعي لتحقيقها بعد أن أطلق صرخته المدوية نحن الأقوياء معنويا وذهنيا. ومضة: وإن بليت بشخص لا خلاق له .. فكن كأنك لم تسمع ولم يقل!!