كتب رضوان السيد على ظهر كتاب زياد الدريس: (حروب الهويات الصغرى: في مكافحة التصنيفات الإقصائية): أن كتاب زياد الصغير، عصي على التصنيف مثل شخصه وشخصيته، فهو ينتقل بالقارئ من اختراق إلى اختراق آخر، ومن إزعاج مبهر وجريء إلى آخر لا يقل إزعاجا وجُرأة، فهو ليس ليبراليا ولا متشددا ولا سلفيا ولا غير سلفي، ولا حزبيا ولا غير حزبي، ولا أبيض ولا أسود ... إلى آخر الثنائيات الناقضة والمنقوضة. ثم يردف كلامه هذا بسؤال هو: هل هذا هروب؟ فيجيب على سؤاله هذا بالقول: نعم، هو هروب إلى الحرية، وهي الحرية المسؤولة التي لا تحددها غير إنسانية الإنسان (...)، فيا أصدقاء صديقي زياد إن أردتم الاستمتاع بقراءة مقالاته ومقولاته في هذا الكتاب، فعليكُم أن تنفضوا عن كواهلكم كل أنواع الخوف الأصلي، وفي طليعتها: الخوف من الحُرية. صاحب هذا الكلام لمن قد لا يعرفه أكاديمي قدير، ومثقف كبير، وعالم بالإسلاميات الكلاسيكية والإسلاميات المُحدثة، ومع هذا يكتب كلاما على سبيل التقديم التقريظي، كل جملة فيه هي مُجانبة للصواب. فكتاب زياد الدريس الصغير – الذي هو عبارة عن مجموعة مقالات صحافية – ينقسم إلى مسارين رئيسين: تضليل متعمد ومغالط بسبب حزبيته الحركية، وأغلاط في المعلومات وأخطاء في التحليل بسبب أنه يخوض في موضوعات، هو لم يعد نفسه، من حيث القراءة والاطلاع والدربة المنهجية، للخوض فيها. لهذا فإنه لا يمكن التعويل أو الاستناد أو الإحالة إلى ما جاء فيه. وهذان المساران متلاحمان، والتقسيم والفصل الذي قمت به، ماهو إلا تقسيم وفصل إجرائي للتوضيح. قد يكون ما جاء في الكتاب مقبولا على علاته وعلى سطحيته، لو أنه خاطب فيه جمهورا من الإخوان المسلمين والسلفيين وسواهم من التيارات والاتجاهات الدينية. لكن أن يخاطب فيه الجمهور العربي، أيّاً كان اتجاهه السياسي والثقافي، وأيّاً كان دينه وطائفته، وأن يجمع بين مرجعيتين: إخوانية سلفية، وغربية ليبرالية، بطريقة نافرة وغرائبية، فهذا لايعدو كونه عبثا واستهتارا بالقارئ العادي والقارئ النابه والقارئ العقدي والقارئ المستقل. وكان أول العبث والاستهتار هي المسافة التي تقطعها بين صفحة الإهداء وصفحة الاستهلال في أول صفحات الكتاب. ففي صفحة الإهداء، أهدى الكتاب إلى «عبدالعزيز بن باز عرفانا بنقائه وصدقه وقدرته على قبول الآخرين». وفي صفحة الاستهلال، استهل الكتاب بكلام لأمين معلوف مقتطف من كتابه (الهويات القاتلة)، كان يتحدث فيه عن أن حياة الكتابة علمته أن يرتاب من الكلمات، فعنده أكثر الكلمات شفافية غالبا ما يكون أكثرها خيانة. وعد كلمة هوية إحدى الكلمات المضللة إلخ ... ليدلنا زياد الدريس أو رضوان السيد مقدم كتابه على صلة واهية أو مشترك ضعيف بين المحدّث الإسلامي السلفي عبدالعزيز بن باز وبين الصحافي والروائي المسيحي الفرانكفوني أمين معلوف. لا يختلف العارفون بسيرة ابن باز مع زياد على أنه كان نقيا وصادقا، وسيختلف معه حتما مريدوه ومحبوه وأتباعه في الصفة الثالثة التي وسمه بها، وهي: «قدرته على قبول الآخرين». فالقدرة على قبول الآخرين معناها في سياق الكتاب وفي تضاعيفه هي القبول بالآخرين، بصرف النظر عن ديانتهم وطائفتهم المختلفة، والقبول بهم بصرف النظر – هذا إن كانوا من نفس دينه وطائفته – عن كونهم قوميين وشيوعيين وليبراليين وعلمانيين إلخ ... إن زياداً في ادعائه بقبول ابن باز لثقافة الاختلاف في السياق الذي أوضحناه، وفي قرنه ابن باز بأمين معلوف، حمّل فكر الشيخ وخطابه وواقعه وممارسته، ما هو من المستحيل أن يتحمله إلا من باب الفانتازيا. استظل زياد في كتابه بكتاب أمين معلوف: (الهويات القاتلة) وتابعه في هذا مقدم الكتاب رضوان السيد في فقرة حذفتها أعلاه بغرض الاختصار. وهذا الاستظلال كان للتزين والتجمل المتكلف الذي هو في حقيقته إلصاق واقحام هزيل لكتابه في كتاب أمين معلوف. فليس ثَمة صلة بين ما قاله أمين معلوف في كتابه وبين ما يقوله زياد في كتابه. وأنفي هذه الصلة بالقدر الذي أنفي أنه كان ثمة صلة واهية أو مشترك ضعيف بين ابن باز وأمين معلوف. اتكأ زياد في كتابه – كما ذكرنا سابقاً – على مرجعية إخوانية سلفية ومرجعية غربية ليبرالية، وكانت الحاكمية للمرجعية الأولى التي يؤمن بها بعمق. أما المرجعية الثانية والتي أراد أن يوهم القارئ بأنه أخذ بلبابها وجوهرها، فعلاقته بها أن يتزيا - ولا يعتقد - بها. وأضيف إلى المرجعية الإخوانية السلفية التي كانت لها الحاكمية، مرجعية سعودية استدمجها فيها. والمرجعية السعودية نظرا إلى أنها تعبر عن وضع استثنائي وإلى أنها شأن خاص ومحلي، فإنه لا يصح الاستناد إليها ومراعاتها في قضايا وتجارب ذات أفق عالمي. ولا يصح تعميم منظور المرجعية الإخوانية السلفية والمرجعية السعودية المحلية وسحبها على العالم العربي. ولأن زياداً محصور في نظرته بهاتين المرجعيتين، فقد وقع في ما لا يصح فعله. لست في سبيل التفصيل وإثبات ما قلته من أراء وأحكام في الكتاب وسأكتفي بالتعرض لقضية واحدة، وهي اللاسامية لأنها بحد ذاتها، مثال كاف، يوضح ما كان يقوله زياد قبل تعيينه مباشرة في منظمة اليونسكو، وما أصبح يقوله بعد تعيينه فيها. ويبرر اختيار هذا المثال أن رضوان في ختام مديحه المبالغ به شبّه كتاب زياد بعبارة غير مباشرة بكتاب أريك فروم: (الخوف من الحرية)! وهو الكتاب الذي حلل أريك فروم ضمن محتوياته النازية تحليلاً نفسياً معمقاً. وأريك فروم عالم نفس ألماني فرّ من بلده ألمانيا إلى أمريكا خوفا من النازية بسبب ديانته اليهودية. وأخيرا، لأن الاكتفاء بالتعرض لقضية واحدة، يجنبني التورط في كتابة أكثر من حلقة عن زياد ونظراته المراوغة. يعتقد زياد أن نظرية المؤامرة طغت في الإعلام والثقافة الغربيين قبل عقود من وصولها إلى الخطاب الثقافي العربي. وبرزت بشكل ملموس في عقد الستينيات الذي تمت فيه العديد من الاغتيالات الذي ما زال بعضها يشكل لغزا في تراتبية أحداثه، مثل اغتيال جون كينيدي ...إلخ كل ما قاله زياد عن نظرية المؤامرة في مقاله بالكتاب والمعنون ب(نظرية المؤامرة ... طبعة جديدة) الذي اقتطفت منه كلامه أعلاه يشير إلى أنه لا يعرف ما هي نظرية المؤامرة ولا تاريخها في الغرب، ولا تاريخها في التيارات الفكرية العربية المحدثة ولا الظروف والملابسات التي بها ومن خلالها انتقلت هذه النظرية من الغرب إلى العرب. وعلى خلاف ما ذهب إليه زياد، نظرية المؤامرة، نظرية قديمة في الغرب وليست متأخرة. ومن محاور هذه النظرية في الغرب، اليهود الذين يُناط بهم دور المتآمر الشرير الهدام في سبيل خدمة دينهم ومصلحة قومهم وطائفتهم وفي سبيل سيطرتهم على العالم. في شهر سبتمبر، سنة 2000، حينما كان زياد رئيس تحرير مجلة (المعرفة)، أشرف على صنع ملف عن الانتفاضة، استكتبت المجلة فيه ثمانية أسماء من السعودية ومن بعض البلدان العربية، واستكتبت فيه أدولف هتلر، ووضعت اسمه ضمن شريط أسود، وكتبت تحت اسمه اسم بلده ألمانيا، تماما مثل ما فعلت مع الأسماء الأخرى الحية التي استكتبها حقيقة وليس تخيلا . عنونت المجلة ما اختارت من كتاب (كفاحي) لهتلر، بهذا العنوان: ( هتلر: اليهود كما أعرفهم)، وسوغت ما فعلته بتبرير ، نصه ما يلي: « .. نحن في المعرفة لسنا من أنصار النازية ولا من الهائمين حبا في هتلر، لكننا نرى أن حديث هتلر الذي قاله في مذكراته «كفاحي» ، تغني عن كثير من الحديث المشقق عن عقلية اليهود وسلوكياتهم ، وسبل تفكيرهم ثم إن هذه الشهادة من هتلر : بمنزلة: «وشهد شاهد من أهلها» ، لأن هتلر غربي مسيحي، وهو لم ينشأ على كره اليهود ، لكنه هو الذي كرههم بمحض إرادته من خلال تعرفه عليهم، وما يحيكونه ضد بلاده وأمته الآرية..». في الشهر نفسه كتبت في مجلة (المجلة) مقالا عنوانه ( استكتاب هتلر!) ناقشت فيه تلك التقدمة التبريرية، وصححت ما اكتظت به من أغلاط . وفي العدد الذي تلا العدد الذي كتبت فيه ذلك المقال كتبت لطيفة الشعلان مقالا في زاويتها الأسبوعية في المجلة نفسها عن الموضوع نفسه، تصدت فيه برد علمي وتاريخي وسياسي على تلك التقدمة، مع تأييد لما قلته في مقالي. ولمن أراد أن يطلع على هذه المناقشة ليرجع لكتابي (شيء من النقد، شيء من التاريخ)، وسيجد المقالة المذكورة، تحت عنوان( استكتاب هتلر في مجلة سعودية!).وليرجع إلى مجلة (المجلة) ، العدد 1088، تاريخ 17-23/12/2000، ليحصل عل مقال الشعلان. صمتت مجلة (المعرفة) وزياد عن ما قلته في مقالي وما قالته لطيفة في مقالها. وبعد سنة وشهرين، أعدت المجلة موضوع الغلاف ما أسمته بالعنوان الذي وضعته له: ( الهولوكست ، محرقة اليهود التي أحرقوها بها العالم! ) وقد قالت ضمن تقديمها لموضوع الغلاف : «إننا حرصنا على أن نستكتب في هذا الملف نخبة متنوعة من المثقفين العرب، بل ومن مثقفي الغرب الذين لم يستجب لنا منهم سوى واحد ... لعله يمثل شاهدا من أهلها» . العبارة الأخيرة تعيدنا إلى ما قالوه في ملف الانتفاضة، وهو أن شهادة هتلر على اليهود تأتي بمنزلة: «وشهد شاهد من أهلها»، وهو القول الذي قالت عنه الشعلان : أنه كما استوقفني فقد استوقفها. وقد قمنا بالرد على هذا القول الجاهل. استعادتهم لهذه العبارة هو إشارة لإصرار المجلة على تمجيدها لهتلر ولكتابه: (كفاحي) ، وعلى أن موقفها السابق كان هو الصحيح، وإيماءة إلى أن موضوع الغلاف كان ردا غير مباشر على ماكتبته وما كتبته لطيفة. وفي خاتمة موضوع الغلاف كتب زياد مقالا قصيرا عنوانه ( محرقة الرأي ) . في مقاله هذا شكك في محرقة اليهود على يد النازيين من خلال عبارتين هما: قوله – وهو يتحدث عن بكاء الغرب على ستة ملايين يهود – إن صدقت الحكاية. وقوله : إن السياسيين والمثقفين والحكماء في الغرب يستطيعون أن ينكروا وجود الله – سبحانه – لكنهم غير قادرين على التشكيك فقط في وجود المحرقة .. المقال يقوم في أساسه على وصف مشاعره وإخبارنا بما حدث معه حين ذهب إلى زيارة معرض المحرقة النازية لليهود في واشنطن. وقد رثى فيه لحال الأمريكيين الذين رآهم صفوا طوابير، تجاوزت الشارع المقابل انتظارا لدورهم في البكاء على اليهود. واعترف بأن مشاعره لم تتعاطف مع اليهود، بل مع الأمريكيين المغرر بهم ! وقال إنه «حين التفتت إليه سيدة أمريكية وقد ذبلت عيناها من البكاء على مجسمات المحروقين تظاهرت لها بأني واجم وحزين، ولا أدري إن كانت تتساءل – وقد أدركت ملامحي العربية – هل أنا حزين على اليهود أم على هتلر ؟!» قول هيئة التحرير في مجلة ( المعرفة) التي كان يرأس تحريرها زياد، أنه يحق لنا أن نكره اليهود أكثر مما يكرههم هتلر، وذلك لأنهم يهود، هو قول في منتهى العنصرية. والمصيبة أنها نسبت هذا التقرير العنصري إلى القرآن الكريم. وكنت في مقالي ذكرت أن نسبة هذا التقرير إلى القرآن تبسيط مخل في فهم ماورد في القرآن عن اليهود. ولن أعيد ما قلته في هذا المقام. ومن أراد أن يتعرف على طبيعة هذا التبسيط ليرجع للمقال المذكور. ليأخذ القارئ في الاعتبار أن المجلة المنشور فيها هذا الغثاء العنصري والمشرعن للكراهية والحقد، هي في المحل الأول، مجلة تربوية تعليمية تثقيفية، موجهة إلى طلبة المدارس ما قبل المرحلة الجامعية. في مقال زياد ( محرقة الرأي ) استخدم كون هتلر مسيحيا غربيا في سياق مخالف للذي رأيناه في استخدام هيئة تحرير المجلة لهذه الحقيقة ، والذي وحدت فيه بين المسيحية واليهودية . وعلى أساس هذا التوحيد الخاطئ ، عدت هتلر شاهدا من أهلها. هذا السياق المخالف ربما استوجبه عند زياد تبدل المناسبة. يقول عن السيدة الأمريكية التي التفتت إليه في المعرض: أنها كانت تنظر إليه وكأنه هتلر، وكان يود أن يقول لها إن هتلر غربي مسيحي وليس عربيا مسلما. وأود أن أقول له: لماذا وأنت العربي المسلم تتبنى أقوال الغربي المسيحي هتلر العنصرية في اليهود، قبل مرحلة اليونسكو؟! ولماذا يتبنى الإسلاميون خرافات حول اليهود هي في أصلها خرافات كاثوليكية وأرثوذكسية غربية. هذا في حالة توسعنا في مفهوم الغرب، وشملنا به روسيا القيصرية ؟ وبالمناسبة، فالإسلاميون ليسوا هم الأسبق في تبني الخرافات المسيحية الغربية وخرافات اليمين الفكري الغربي حول اليهود في التيارات الفكرية العربية المحدثة. فلقد شاعت هذه الخرافات وراجت عندهم ابتداء من سبعينيات القرن الماضي ، عن طريق دار النفائس في بيروت. وكان المسيحيون الدينيون العرب هم الأسبق إليها. ثم تلتهم أسماء مسيحية ومسلمة محسوبة على اليمين السياسي والثقافي ، تنتمي لتيارات مختلفة. في بحر شهر وفي غضون الأسابيع الماضية، كتب زياد في جريدة (الحياة) مقالين تعرض فيهما لليهود، هما: (لماذا لم يندمج اليهود والصينيون في الغرب؟!) و( ثالوث العنصرية: السود والعرب واليهود). يهمنا في هذين المقالين – اللذين يمثلان مرحلة ما بعد اليونسكو- الوقوف على موقفه من اليهود وعلى معرفته بهم: هل تغير الموقف؟ وهل تطورت المعرفة؟ بلا شك أن موقفه من اليهود قد تغير، إذ جنح فيه إلى السلم والهدوء والرصانة، وأضفى عليه مسحة خفيفة من التسامح، وجرد موقفه من ضغائن دينية وثقافية مضادة. أما معرفته بهم فإنها قد تطورت قليلا ، لكن بقيت فيها أوشاب من لا ساميته التي كانت فاقعة في مرحلة ما قبل اليونسكو. ففي المقال الأول يرى أن مجتمع الغيتو (أو العزلة) اليهودي هو اختيار حر من قبل الشعب اليهودي. وهذا ليس صحيحا. وفي ما أعرفه أن الكتب اللاسامية المترجمة إلى العربية والتي أصبحت منذ الفترة الزمنية التي حددتها سابقا جزءا من الخطاب الإسلامي الحركي، هي تفاخر أن بعض ملوك أوروبا في مراحل زمنية متعاقبة، فرضوا على اليهود العيش في مجتمعات الغيتو. فكيف غابت عنه هذه المعلومة؟! ويدخل في نطاق معرفته اللاسامية بتاريخ اليهود في العالم العربي، اعتباره الحارات اليهودية في المدن العربية، مجتمعات من عزلة أو قيتو، وادعاءه أن اليهود كانوا يعيشون في عزلة عن المكون الاجتماعي العام والموروث السائد في المدن العربية. وخطل هذين الرأيين منشأه، أنه خاض في شأن هو لايعلمه بقدر كاف. فتح زياد في عنوان كتابه (حروب الهويات الصغرى) فرعا أسماه (مكافحة التصنيفات الإقصائية)، وفي مدخل الكتاب ندد بالتصنيف وأدانه. ولا أدري إن كان ما سأقوله يدخل في التصنيف الذي فتح له فرعا لمكافحته: أصنف المديح الذي أزجاه رضوان للكتاب ومؤلفه، بأنه كان مصانعة ومداهنة وميلا أهوائيا للإسلام الحركي ألفناها منه ، وهو – يا للحسرة - لايستطيع الفكاك منها حتى لو كان مستوى أهله العلمي والثقافي لا يبلغ طموحه فيهم. * كاتب وباحث سعودي