كشفت مصادر في وزارة التعليم ل«عكاظ» اعتماد توزيع جديد لمهام إشراف الملحقيات الثقافية على الدول التي لا توجد فيها ملحقيات، وسط تأكيدات من وزير التعليم على أن الوزارة حريصة على كافة الطلبة، «حيث وجدوا وأيا كانت صفة إقامتهم». وقالت المصادر الموثوق بها إن التوزيع الجديد شمل على توزيع المهام ل 14 ملحقية ثقافية للإشراف على الدول التي لا تحتضن ملحقيات، فيما تدرس الوزارة مقترحا لإضافة تسع ملحقيات إضافية لمشاركة المهام في بعض الدول، مثل العراق، وفلسطين، وكافة دول أمريكا اللاتينية ودول الكونكاف، حيث يدرس في الأخيرة أبناء الملحقين بالبعثات الدبلوماسية السعودية وذويهم، وروعي في التقسيم العامل الجغرافي والثقافي. وأكدت ذات المصادر دراسة وزارة التعليم إنشاء ملحقية ثقافية في بولندا، على أن تتولى الإشراف على تسع دول «السويد، الدنمارك، النرويج، فنلندا، ليتوانيا، استونيا، لاتفيا، روسيا، وروسيا البيضاء»، وبحسب المقترح المقدم من الوزارة (اطلعت «عكاظ» على نسخة منه)، فإن الحاجة إلى افتتاح ملحقية ثقافية في بولندا تأتي ملحة بسبب وجود ما يقارب ألف طالب وطالبة يدرسون في الجامعات البولندية. ويضيف المقترح في مسبباته «أنه من شأن هذه الملحقية تخفيف عبء إشراف الملحقية الثقافية في ألمانيا على ألف طالب المتواجدين في الجامعات البولندية»، كما ستشرف الملحقية المقترحة على الدول الإسكندنافية وبحر البلطيق. وفي حال اعتمد الاقتراح ستنضوي أربع دول (السويد، الدنمارك، النرويج، فنلندا) تحت إشراف هذه الملحقية الجديدة، بدلا من الإشراف عليها حاليا من قبل الملحقية الثقافية في ألمانيا، وكذلك دولة روسيا ينقل الإشراف عليها إلى هذه الملحقية بدلا من الملحقية الثقافية في تركيا. وتفسر الوزارة وجود طلبة في دول لا تحوي ملحقيات إلى أنها تلك كانت مغلقة من الابتعاث، بيد أن التوسع في برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي ساهم في تواجد طلبة في تلك البلدان، ويؤكد الوزير الجديد الذي تولى الحقيبة الوزارية في منتصف ديسمبر الماضي اهتمام وزارته بالطلبة المبتعثين في كل دول العالم وأياً كانت صفة تواجدهم. وبحسب مراقبين، فإن مكانة المملكة في محيطها والعالم، يستوجب عليها التوسع في افتتاح الملحقيات الثقافية في دول العالم المختلف، مشددين على ضرورة تخطي الملحقيات المهام الإشرافية على الطلاب المبتعثين إلى تصدير الثقافة المحلية لتلك الدول ورفد المكتبة السعودية بثقافات مختلفة، إضافة إلى إمكانية في صنع تلك الملحقيات ل «قوة سعودية ناعمة»، خصوصا أن المملكة تمتلك أدواتها الروحية والمادية. هل يوسع السعوديون قوتهم الناعمة؟ يتساءل مثقفون ومراقبون سعوديون عن إمكانية أن تساهم الملحقيات الثقافية البالغ عددها 34 ملحقية في التأثير في الدول الموجودة بها، خصوصا أن المملكة تحمل أدوات النجاح في صناعة قوة هائلة وناعمة، فهي قلب العالم الإسلامي ومن ضمن دول ال20، ولها ثقل سياسي كبير في الإقليم والعالم. واشتهر عن جوزيف ناي الأكاديمي المرموق ورجل الدراسات السياسية في جامعة هارفرد مصطلح القوة الناعمة، حتى أنه رأى في كتابه (يحمل المصطلح ذاته) أن على واشنطن تعزيز قوتها الناعمة عبر وسائلها، وهو ما يراه الملحق الثقافي السعودي في الدوحة الدكتور محمد الغامدي في قوله إن توسيع الحضور السعودي عبر الملحقيات الثقافية أمر مطلوب. واستدرك الغامدي «المملكة أخذت إستراتيجية منذ فترة طويلة بأن تكون موجودة في أغلب دول العالم وربما يكون لأسباب أكثرها يتعلق بخدمة الحجاج والمعتمرين، وتقديم المساعدات الإنسانية»، معتبرا أن الحضور السعودي متميز ومحل اهتمام، «حتى أن دول العالم تحرص على حضور الرياض على كافة المستويات الثقافية والإعلامية». وعادة ما تركز الملحقيات الثقافية على رفد المكتبات الوطنية بثقافة الدول الموجودة بها، وتصدير الثقافية المحلية عالميا. وضعف حضور المملكة في هذا الجانب نفاه الدكتور الغامدي قائلا: بعض الملحقيات في فرنسا، بريطانيا، وبعض الدول الأوروبية والصين، كانت لهم تجارب رائدة في الترجمة. ويضيف الغامدي أن «الملحقيات ترجمت كثيرا من الكتب وأشرفت على ترجمتها بلغتين؛ العربية ولغة البلد الموجودة بها»، مشيرا إلى أن «من الأفضل تعميم تجربة الملحقيات التي حققت نجاحا في الترجمة على جميع الملحقيات الأخرى». فيما يقلل الملحق الثقافي السعودي في الكويت من عدد الانتشار في العالم، «القضية ليست أرقاما فقط ولكنها مرتبطة بالفائدة من وجودها»، لافتا إلى أن مساهمة الملحقيات في التصدي لبعض الدول والأفكار المغلوطة على المملكة أمر واجب. خطة التوسع في 121 دولة تشير معلومات رسمية (اطلعت «عكاظ» على نسخة منها) توجه وزارة التعليم لتوسيع دائرة المهام الإشرافية للملحقيات الثقافية ال34 لتشمل الإشراف على 121 دولة حول العالم، واعتمدت الوزارة في توزيع المهام إلى العوامل الجغرافية والثقافية ك«اللغة». ولعل اللافت اقتراح بسند مهام إشرافية للملحقية الثقافية في الولايات المتحدة الأمريكية (لا تشرف حاليا على أية دولة أخرى) على دول أمريكا الوسطى (المكسيك،بنما، هندوراس، جامايكا، هاييتي، كوبا، نيكاراقوا، غواتيمالا، الدومينيك)، إضافة إلى إسناد الإشراف على دولتي «فلسطين والعراق» للملحقية الثقافية في العاصمة الأردنية عمان. ووفقاً لتوزيع دول الإشراف المقترحة (حصلت «عكاظ» على نسخة منه)، فإن الملحقية الثقافية السعودية في السودان يتم توسيع دائرة إشرافها، ليشمل دول إضافية (أرتيريا،إثيوبيا «الحبشة»، الصومال، جبيوتي، كينيا، جنوب السودان، تنزانيا، أوغندا، الكونغو الديموقراطية، بيساو، موزمبيق، زامبيا). فيما الملحقية الثقافية في مملكة المغرب، فستزيد مهامها الإشرافية لدول إضافية من ثلاث دول إلى تسع دول (موريتانيا، السنغال، غينيا، ساحل العاج، غانا، سيراليون، غامبيا، ليبيريا، غينيا بيساو)، أسندت للملحقية في مدريد مهام إشرافية جديدة (حاليا لا توجد مهام إشرافية لدول خارجية)، لتشمل البرتغال والدول الناطقة بالإسبانية في أمريكا الجنوبية (البرازيل، الأرجنتين، الأورغواي، البارغواي، بوليفيا، كولومبيا، الإكوادور، البيرو، تشيلي، فنزويلا). أما الملحقية الثقافية في باكستان، فإنها ستتولى –وفقا للدول المقترحة- الإشراف على ست دول بدلا من دولتين (أفغانستان، كازاخستان، أوزبكستان، تركمنستان، طاجيكستان، قرغيزستان)، وزاد الإشراف على الملحقيتين في كل من اليمن ولبنان، للإشراف على دولة لكل منهما (الملحقية الثقافية في اليمن تشرف على جزر القمر، الملحقية الثقافية في لبنان تشرف على قبرص).