تعد مشاركة القوات العسكرية الباكستانية التي وصلت قبل أيام إلى مدينة الملك خالد العسكرية، في تمرين «رعد الشمال» تأكيدا جديدا على مدى قوة العلاقات الكبيرة والمتجذرة بين المملكة وباكستان، وهي علاقات وطيدة ومن أكثر النماذج رسوخا في العالم الإسلامي. ورغم أن لهذه العلاقة جوانبها السياسية والاقتصادية والثقافية المميزة، إلا أن التعاون العسكري بين البلدين يظل سمة بارزة، واستطاع خلال سنوات قليلة أن يعلن عن نفسه كواحد من أقوى التحالفات بين دولتين إسلاميتين لهما ثقلهما الإقليمي والدولي. واعتبر مراقبون ومحللون عسكريون في تصريحات إلى «عكاظ»، مشاركة القوات العسكرية الباكستانية إضافة كبيرة ومهمة جدا للتمرين وأهدافه، لما تمثله هذه القوات من ثقل كبير على مستوى الجوانب القتالية سواء الدفاعية منها أو الهجومية، إذ تمثل مع بقية القوات من الدول ال20 المشاركة في «رعد الشمال»، منظومة متكاملة للعمل العسكري المشترك، والتنسيق الكامل، فيما تعد الخبرة العسكرية الميدانية التي تتمتع بها هذه القوات نقطة قوة لتحقيق كل ما يتطلع إليه المسؤولون عن التمرين. وأشاروا إلى أن باكستان بدأت فور استقلالها عام 1947، ببناء منظومة قوات مسلحة تحفظ لها أمنها واستقرارها، وتدافع عنها أمام مختلف التهديدات، وهو البناء الذي استمر بشكل متصاعد على مدى أكثر من نصف قرن لينجح في تشكيل قوة عسكرية تصنف في المركز السابع عالميا، إذ يبلغ تعداده أكثر من مليوني مجند، موزعين على فيلق المدرعات والمدفعية وقوات الدفاع الجوي وسلاح المهندسين، ثم المشاة والقوات البحرية، إلى جانب القوات شبه العسكرية، والحرس الوطني، فضلا عن تسليح نوعي لترسانة عسكرية قوية تعد الوحيدة في العالم الإسلامي التي نجحت في امتلاك السلاح النووي. وللجيش الباكستاني مواقف مشهودة عبر التاريخ، فقد كان داعما للجيوش العربية في حربها مع إسرائيل، كما كان جزءا في قوات التحالف إبان حرب الخليج، ولم يتوقف هذا الحضور القوي مطلقا، حتى وصل إلى تقديم الجيش الباكستاني الدعم لعملية عاصفة الحزم، معلنا في أكثر من مناسبة أنه يعد التعاون مع المملكة وحماية الحرمين جزءا أساسيا في عقيدته ومبادئه.