حذر وزير الحج من شركات ومؤسسات الحجاج الوهمية، مبينا أن بوابة الوزارة الإلكترونية تشتمل على قائمة بجميع الشركات والمؤسسات المرخص لها. وقال الدكتور بندر حجار في الجزء الثاني من حواره مع «عكاظ» إن لدى الوزارة قائمة سوداء بالمكاتب الوهمية وغير المرخصة، لافتا إلى أن الوزارة تتابع سنويا أداء الوكالات المعتمدة، وإذا ظهر أي تلاعب يتم إلغاء التراخيص. وأكد الدكتور حجار أن الوزارة تدرس حاليا فتح المشاعر المقدسة طوال العام للمعتمرين، وفق ضوابط تقرها الدولة، مع التنسيق مع جميع الدوائر الحكومية المعنية، شريطة عدم ممارسة أي طقوس دينية متجاوزة. وأضاف «نطالب جميع مكاتب شؤون الحجاج في الدول الإسلامية بالتأكيد على حجاجهم بوجوب التفرغ التام لأداء المناسك والابتعاد عن الأعمال الدعائية، وتوزيع المنشورات، والاجتماعات والمسيرات ذات الأهداف السياسية، وعدم رفع الأعلام والصور». وأوضح وزير الحج أن الوزارة ستطلق في موسم الحج القادم خدمة التطبيقات الإلكترونية لخدمات الحج وذلك للمرة الأولى، كما أنه سيتم تطبيق مشروع السوار الإلكتروني للحجاج. وإلى نص الحوار: هناك مكاتب وهمية في الخارج لا تزال تتلاعب في أسعار تأشيرات الحج والعمرة، ما هي الإجراءات التي اتخذتها وزارة الحج للقضاء على هذه الظاهرة؟ بالنسبة للحجاج القادمين من خارج المملكة، توجد على البوابة الإلكترونية لوزارة الحج قائمة تتضمن أسماء ومعلومات الاتصال الخاصة بجميع وكالات السياحة والمنظمين المصرح لهم بأعمال الحج والعمرة على مستوى العالم، ولكل دولة على حدة، ومن أراد الحج يمكنه زيارة موقع الوزارة وسيجد أسماء تلك الوكالات، بعيدا عن الاجتهادات الخاطئة التي ربما تكلف الحاج مبالغ طائلة، قد يتم دفعها للوكالات الوهمية وغير المعتمدة من قبل الوزارة. ومن جانب آخر، فإننا نتسلم من تلك الدول ملفات كاملة بجميع الضمانات المطلوبة لضمان عمل تلك الوكالات، كما أن الأمر ينطبق أيضا على مؤسسات ووكالات حجاج الداخل، حيث إن لدينا على بوابة الوزارة قائمة بجميع الشركات والمؤسسات المرخص لها، لذلك آمل ممن يعتزم أداء فريضة الحج سواء من حجاج الداخل أو الخارج؛ الحرص على التعاقد مع الوكالات المرخص لها من قبل الوزارة والمدرجة على بوابة الوزارة الإلكترونية، كما أن الوزارة ترسل رسائل توعوية طيلة العام لإرشاد الحجاج والمعتمرين حول الآليات الصحيحة للتعاقد مع الشركات المرخصة، والتحذير من الشركات الوهمية، كما أن إمارة منطقة مكةالمكرمة تنظم كل عام حملة توعوية يفتتحها الأمير خالد الفيصل بهدف التوعية حول الحج دون تصريح، وكذلك الحملات الوهمية. كيف ترون نجاح الحج الميسر، وهل أنتم راضون عنه رغم شكاوى عدد كبير من عدم الحصول على الفرصة في هذا البرنامج؟ بفضل الله تعالى، فإن برنامج الحج الميسر قد نجح بدرجة كبيرة جدا، وقد لمسنا رضى الحجاج من خلال استطلاعات الرأي التي نقوم بإجرائها بشكل مستمر. وتجدر الإشارة إلى أن أي برنامج تطلقه وزارة الحج له عدد محدد وطاقة استيعابية من الحجاج، وعلى سبيل المثال؛ عندما أطلقنا برنامج الحج الميسر العام الماضي من خلال بوابة الوزارة استقبل البرنامج في أول يوم ما يزيد على 50% من العدد المسموح به لحجاج الداخل، جميعهم تم تسجيلهم، وربما لا يعلم الكثير من الحجاج أن الطاقة الاستيعابية للحجاج محدودة ومحكومة بالعديد من الاعتبارات، ولا نستطيع زيادة عدد برنامج ما على حساب حجاج برنامج آخر. هل هناك نية لفتح المشاعر المقدسة طوال العام؟ بالفعل الوزارة تدرس حاليا فتح المشاعر المقدسة طوال العام للمعتمرين، وفق ضوابط تقرها الدولة، مع التنسيق مع جميع الدوائر الحكومية المعنية، شريطة عدم ممارسة أي طقوس دينية متجاوزة. ما هي الإجراءات التي اتخذتها الوزارة بشأن الأمراض المعدية وتحديدا المنتشرة في الحزام الأفريقي وأمريكا اللاتينية مثل «إيبولا» و«زيكا»؟ حسب قرار مجلس الوزراء الموقر، فإن هناك 20 جهة حكومية تشترك في تقديم خدمات الحج لضيوف الرحمن، وكل جهة تقوم بمسؤولياتها التي حددت لها على أكمل وجه، ونحن في وزارة الحج نقوم بأداء المسؤوليات المناطة بنا، إلا أننا لا نستطيع أن نقوم بدور أي جهة أخرى من تلك الجهات، كالأمن أو الصحة أو الإعلام، كما أن هناك لجانا أخرى غير وزارة الحج تضطلع بمسؤوليات كبرى في هذا الخصوص، هي لجنة الحج العليا برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وكذلك لجنة الحج المركزية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة، وكل جهة تعمل وفق ما حدد لها، وبحمد لله فإن جميع تلك الجهات تقوم بواجبها على أكمل وجه. هل هناك قائمة سوداء لوكالات الحج والعمرة في الداخل والخارج؟ نعم لدى الوزارة قائمة سوداء بالمكاتب الوهمية وغير المرخصة من قبل الوزارة، سواء أكانت في داخل المملكة أو في الخارج، والوزارة تتابع سنويا أداء الوكالات المعتمدة، وإذا ظهر أي تلاعب يتم إلغاء التراخيص، وتطبيق عقوبات على تلك الوكالات حسب إجراءات الوزارة، كما أننا نمنح تراخيص جديدة للوكالات التي تتقدم بعد استيفاء كافة المتطلبات اللازمة، كما يتم التنسيق مع وزارة الخارجية السعودية بالنسبة للمكاتب الخارجية. ما هو الجديد في موسم الحج القادم؟ هناك العديد من المشاريع التكميلية والجديدة التي تعتزم وزارة الحج تنفيذها اعتباراً من موسم الحج القادم إن شاء الله، ومن أبرزها؛ أولا: استكمال برنامج المسار الإلكتروني للحجاج الذي بدأنا في تطبيقه اعتباراً من موسم الحج الماضي وكانت نتائجه في غاية الإيجابية، سواء من حيث التنظيم والرقابة، أو من حيث رفع مستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، حيث تم إنجاز نحو 80% من المشروع، ويتم حالياً استكمال الترتيبات المتبقية منه، بعد أن طلبنا من بعض الدول إكمال جاهزيتها التقنية التي تتيح لها الاستفادة من المشروع. ثانياً: اعتباراً من موسم الحج القادم بمشيئة الله، سنقوم بتطبيق مشروع السوار الإلكتروني للحاج، بعد التنسيق التام مع الأجهزة الحكومية المعنية، ويهدف المشروع لتوفير بيانات متكاملة عن كل حاج في سوار إلكتروني بمعصم الحاج، ويتضمن معلومات تفصيلية عنه، تشمل بعثة الحج التي ينتمي إليها، ووضعه الصحي، وعنوان إقامته في المشاعر المقدسة، وغير ذلك من البيانات التي تساعد الحجاج والأجهزة المعنية على حد سواء، وتلك البيانات يمكن استرجاعها آليا في أي وقت ومن أي موقع. ثالثاً: ستقوم وزارة الحج بدءا من الموسم القادم ببث مقاطع توعوية على الهواتف الخلوية للحجاج، وسيتم تضمينها العديد من الرسائل التي من شأنها زيادة مستوى الوعي بالمناسك، والجوانب الأمنية المطلوب الالتزام بها، وإجراءات السلامة، إضافة للتعليمات النظامية، آملين أن تسهم هذه المبادرة في إضفاء المزيد من التيسير على الحجاج، ودعم جهود الأجهزة المعنية المختلفة في تقديم خدماتها لضيوف الرحمن بشكل أكثر سرعة وكفاءة. رابعا: أيضا ستقوم الوزارة في موسم الحج القادم بإطلاق خدمة التطبيقات الإلكترونية لخدمات الحج وذلك للمرة الأولى، وهو ما سيساهم كثيرا في تسهيل الإجراءات وجعلها في متناول يد الجميع. توعية الحجاج محور مهم في أعمال الحج، ما مدى استجابة مكاتب شؤون الحجاج في الدول الإسلامية لتعليمات وزارة الحج في توعية حجاجهم، وما هي أهم محاور التوعية التي تركزون عليها في اجتماعاتكم مع رؤساء تلك المكاتب؟ نطالب جميع الدول الإسلامية وكذلك الجهات المعتمدة التي تنظم قدوم الحجاج من دول الأقليات الإسلامية بتوعية حجاجهم قبل قدومهم إلى المملكة بوقت كافٍ، بحيث تركز برامج التوعية على جوانب متعددة تشمل المناسك والجوانب الصحية والأمنية والسلوكية والبيئية، كما نوجههم للاستفادة من البرامج التي وضعتها الجهات الحكومية والأهلية بالمملكة من أجل إرشاد الحجاج للطرق المثلى لأداء المناسك وإعطاء الأولوية لما يلي؛ أولاً: التقيد ببرامج التفويج والجداول الزمنية المحدودة لخروج الحجاج من مخيماتهم إلى جسر الجمرات وإلى المسجد الحرام، وغيرها من المواقع. ثانياً: التقيد ببرامج الأمن والسلامة في ما يخص حركة الحجاج في المشاعر المقدسة من خلال المسارات والطرق المخصصة لذلك ووفقاً لبرامج تقدمها الجهات المختصة. ثالثاً: التأكيد على جميع الحجاج بأهمية لبس سوار المعصم أو البطاقة التعريفية التي توضح بيانات الحاج. رابعاً: عدم الافتراش في الساحات المحيطة بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة والطرقات المحيطة بمنشأة الجمرات والشوارع المؤدية لها. خامساً: عدم إلقاء المخلفات إلا في الأماكن المخصصة لها. سادساً: زيارة المواقع التاريخية في المدينةالمنورة يجب أن يتم من خلال المؤسسة الأهلية للأدلاء وبموجب اتفاقية توقيع معهم لتنظيم الخدمة للعدد المطلوب وتجنب التوجه للمواقع الوهمية. أيضاً نطالب جميع مكاتب شؤون الحجاج في الدول الإسلامية بالتأكيد على حجاجهم بوجوب التفرغ التام لأداء المناسك والابتعاد عن الأعمال الدعائية بكافة أنواعها ويشمل ذلك توزيع المنشورات وعقد الندوات والاجتماعات والمسيرات ذات الأهداف السياسية، كما نؤكد عليهم بعدم رفع الأعلام والصور، أو توزيع المواد الإلكترونية والكتب، وجميع الأعمال التي تصرف عن العبادة وأداء النسك، وعدم استغلال الحج لأغراض سياسية والعبث بأمن الحجيج وإثارة النعرات الطائفية، وذلك امتثالاً للتوجيه الكريم (فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج)، كما نوضح لهم بأن أنظمة المملكة سوف تطبق على كل من يخالف ذلك. نلاحظ عدم وجود كيان يجمع شركات العمرة، وذلك أسوة بشركات حجاج الداخل ومؤسسات أرباب الطوئف، هل لدى الوزارة خطط في هذا الخصوص؟ هذا سؤال مهم، وبالفعل فإن الوزارة تدرس حاليا إمكانية إنشاء كيان مؤسسي جديد، يضم جميع شركات العمرة البالغ عددها حالياً 48 شركة ليمثلها أمام الوزارة والجهات الأخرى المعنية، وقد قمنا بمناقشة تأسيس الكيان المقترح مع أصحاب بعض الشركات، ووجدت الفكرة ترحيبا كبيرا. وسوف يؤدي فتح المجال للترخيص بإنشاء المزيد من شركات العمرة، إلى الإسراع في تأسيس الكيان الجديد، خصوصاً أن عدد شركات العمرة الجديدة قد يصل إلى 100 شركة، وهذا ما يضاعف الحاجة للمزيد من التنظيم والرقابة والحوكمة على أعمالها. ما رأيكم في مطالبة اللجنة الوطنية للحج والعمرة بالغرفة التجارية الصناعية في مكةالمكرمة بالمشاركة في اتخاذ القرارات والتوجهات المتعلقة بالحج والعمرة؟ أود التأكيد هنا على أن الوزارة ترحب دائماً بكافة المقترحات التي تؤدي لتطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، ولجنة الحج والعمرة بغرفة مكة تقوم بدور جيد في إثراء الحوار حول تلك الموضوعات، إلا أنها تظل جهة غير رسمية، ومع ذلك فإن الوزارة تسترشد من آن لآخر بآراء اللجنة. ومن المهم الإشارة هنا إلى الوزارة أنشأت مجلسا تنسيقيا يمثل جميع شركات ومؤسسات حجاج الداخل، كما وضعت لائحة للمجلس، وهو يتعامل مع جميع الجهات الحكومية والخاصة بموجب تلك اللائحة، وتحت مظلة الوزارة، لذلك فقد يكون من المفيد للجنة الوطنية للحج والعمرة التواصل مع المجلس التنسيقي لعرض مرئياتها وأفكارها. لماذا لا تكون هناك جائزة لتكريم المميزين من العاملين في المؤسسات والشركات التي تخدم حجاج الداخل أسوة بجائزة مكاتب الخدمة المتميزة لحجاج الخارج؟ أتفق مع سؤالكم، وقد بادرت الوزارة بالتعاون مع المجلس في وضع معايير للجائزة، وفور الانتهاء من ذلك سيتم الإعلان عنها، وسيكون الاختيار بشكل واضح وشفاف ومن خلال برنامج حاسوبي دون تدخل العنصر البشرى. وستطبق المبادرة الجديدة بمشيئة الله تعالى هذا العام، وستمنح الجائزة في حفل تكريمي بعد موسم الحج مباشرة. ماهي معايير الحصول على الجائزة؟ سوف تقوم اللجنة بوضع المعايير، ولكن في تقديري الشخصي أن رضى الحجاج هو أهم معايير الجائزة.