«الرحلة انتهت.. لا تعاندوا القدر» بهذه الكلمات لأبنائه اختتم الكاتب محمد حسنين هيكل حياته، حيث توفي أمس عن عمر يناهز 92 عاما، وشيعت جنازته عصر أمس في مسجد الحسين حسب وصيته ليسدل الستار على كاتب في تاريخ مصر وأكثر من أثاروا وأثير حوله الجدل والاتفاق والاختلاف معه وعليه، واشتهر عنه مواقفه المناوئة لمحور الاعتدال في المنطقة؛ المملكة العربية السعودية التي كانت ولا تزال أكثر الدول دعما للقضية الفلسطينية. وكانت الحالة الصحية للكاتب قد تدهورت خلال الأسابيع الماضية، وأجرى العديد من الفحوصات والأشعة كونه يعاني من «فشل كلوي»، واستلزم إجراء عميلة غسل كلى أكثر من مرة، خلال الأسبوع الماضي. ولد هيكل الملقب ب «الأستاذ» بقرية «باسوس» إحدى قرى محافظة القليوبية، واشتغل في الصحافة منذ عام 1943، بالتحاقه بقسم الحوادث في صحيفة «إيجيبشان جازيت»، وحينما قامت الحرب العالمية الثانية وهو شاب في العشرين تمكن من كتابة اسمه بحروف من نور في بلاط صاحبة الجلالة، من خلال خبطاته الصحفية. تزوج هيكل من السيدة «هدايت علوي تيمور» في يناير 1955، هي حاصلة على ماجستير في الآثار الإسلامية ولديهما ثلاثة أولاد هم «علي» طبيب أمراض باطنية، و«أحمد» رئيس مجلس إدارة شركة القلعة للاستثمارات المالية، و«حسن» رئيس مجلس الإدارة المشارك والرئيس التنفيذي للمجموعة المالية (هيرميس). وتلقى هيكل تعليمه بمراحله المتصلة في مصر، وكان اتجاهه مبكرا إلى دراسة وممارسة الصحافة، في العام 1943 التحق بجريدة «إيجيبشان جازيت» كمحرر تحت التمرين في قسم الحوادث، ثم في القسم البرلماني. اختاره رئيس تحرير «إيجيبشان جازيت» ليشارك في تغطية بعض معارك الحرب العالمية الثانية في مراحلها المتأخرة برؤية مصرية، وعين العام 1945 محررا بمجلة «آخر ساعة» التي انتقل معها عندما انتقلت ملكيتها إلى صحيفة «أخبار اليوم» خلال الفترة (1946 - 1950). أصبح «هيكل» بعد ذلك مراسلا متجولا ب «أخبار اليوم». وتنقل وراء الأحداث من الشرق الأوسط إلى البلقان وإفريقيا والشرق الأقصى حتى كوريا، ثم استقر في مصر عام 1951، حيث تولى منصب رئيس تحرير «آخر ساعة»، ومدير تحرير «أخبار اليوم». واتصل عن قرب بمجريات السياسة المصرية. وفي عام 1956 اعتذر «هيكل» في المرة الأولى عن مجلس إدارة ورئاسة تحرير «الأهرام»، إلا أنه قبل في المرة الثانية وظل رئيسا لتحرير «الأهرام» 17 عاما، كما بدأ عام 1957 في كتابة عموده الأسبوعي ب «الأهرام» تحت عنوان «بصراحة»، الذي انتظم في كتابته حتى عام 1994.