اتفقت السعودية وقطر وروسيا وفنزويلا أمس على تجميد إنتاجهم من النفط عند مستويات يناير الماضي شرط التزام المنتجين الآخرين بذلك، وذلك خلال اجتماع وزاري جمعهم في العاصمة القطرية الدوحة. وقال وزير النفط والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي: «إن تجميد إنتاج النفط عند مستويات يناير الماضي سيكون كافيا لتحسين أوضاع سوق الخام، ونعتقد أن تجميد الإنتاج الآن عند مستوى يناير كاف للسوق». وأضاف في مؤتمر صحفي عقب الاتفاق: «نلاحظ اليوم أن الإمدادات تنخفض بسبب الأسعار الحالية، ونلاحظ أيضا أن الطلب يرتفع». وتابع: «إنها بداية عملية سنقيمها في الأشهر القليلة الماضية ونقرر ما إذا كنا في حاجة لاتخاذ خطوات أخرى لتحسين السوق وإعادة الاستقرار إليها، وهذا أمر غاية في الأهمية، ولا نريد تقلبات كبيرة في الأسعار ونريد تلبية الطلب، والاستقرار لسعر النفط». يأتي هذا في الوقت الذي قال فيه نائب وزير النفط في أذربيجان ناطق عباسوف لرويترز أمس إنه لا نية لدى بلاده لتجميد إنتاجها من النفط. من جهته؛ قال وزير الطاقة والصناعة القطري محمد صالح: «اتفقت الدول الأربع من أجل استقرار أسواق النفط عن طريق تجميد الإنتاج عند مستوى يناير شرط أن يحذو منتجون كبار آخرون حذونا». وأوضح أن تواصلا مكثفا سيبدأ فورا مع منتجين آخرين بينهم العراق وإيران؛ مضيفا: «نعتقد أن هذه الخطوة تهدف إلى استقرار السوق وستعود بالفائدة ليس فقط على المنتجين والمصدرين، بل أيضا على الاقتصاد العالمي». في حين نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الاقتصاد الروسية قولها: «إنه من السابق لأوانه الحديث عن تأثير محادثات الدوحة على أسعار النفط والروبل على المدى البعيد». وكان وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك قال في بيان في وقت سابق أمس إن السعودية وروسيا وقطر وفنزويلا مستعدون لتجميد إنتاج النفط عند مستويات يناير إذا شارك المنتجون الآخرون في هذه الخطوة. من ناحيته أشار وزير الطاقة الفنزويلي إيولوخيو ديل بينو أمس إلى أنه سيجتمع مع نظيريه العراقي والإيراني؛ لمناقشة الاتفاق بشأن تجميد إنتاج النفط عند يناير الماضي. وقال ديل بينو خلال مؤتمر صحفي في العاصمة القطرية الدوحة: «سنعقد اجتماعا اليوم مع الوزيرين العراقي والإيراني، وسنناقش معهما أسس هذا الاتفاق المهم جدا لتحقيق الاستقرار في السوق». من ناحيتهم وصف محللون القرار بأنه خطوة في الاتجاه الصحيح لإعادة التوازن بين العرض والطلب، غير أنهم أشاروا إلى أن المخزون العالمي مازال قريبا من مستويات قياسية ومن المحتمل أن يكبح الاتجاه الصعودي لأسعار الخام. وقال دانيال آنغ المحلل في مجموعة فيليب فيتشرز في سنغافورة: «آمل في تغذية المعلومات عن توجه كبار منتجي النفط إلى الدوحة لأن الكثير متشائم من إمكانية التوصل إلى اتفاق بين المشاركين في هذا الاجتماع». وبين المحلل لدى بتروماتريكس أوليفر جاكوب أن هذا أول قرار يتخذ منذ نوفمبر 2014 بشأن إدارة الإنتاج، قائلا: «هناك من يحاول التقليل من شأن القرار والقول بأنه ليس تخفيضا في الإنتاج، لكنني أجده تغيرا كبيرا في السياسة». وكان وزراء النفط والطاقة في السعودية وقطر وفنزويلا، المنضوية جميعها في إطار منظمة الدول المنتجة للنفط «أوبك»، وروسيا التي تعد أحد أبرز المنتجين من خارج «أوبك» بدأوا اجتماعهم صباح أمس لبحث الانخفاض في الأسعار الناتج بشكل أساسي عن فائض الإنتاج. ويأتي الاتفاق في ظل وضع مضطرب تشهده أسواق النفط العالمية، بعدما أدى فائض الكميات المعروضة إلى تراجع كبير في الأسعار منذ منتصف العام 2014، ما كبّد الدول المنتجة خسائر هائلة في مداخيلها. على صعيد آخر، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس إن بغداد ستدفع رواتب موظفي الحكومة في كردستان إذا أوقفت المنطقة بيع النفط بشكل مستقل.