كشف ملاك لوكالات السفر والسياحة في السعودية عن انحسار مبيعاتهم نحو 60 % خلال الأعوام الخمسة الأخيرة؛ نتيجة انتشار مواقع إلكترونية تقدم خدمات حجز الطيران والفنادق. وأكدوا ل «عكاظ» أن تنامي وعي السعوديين بالتقنية الحديثة واستخداماتها فاقم من خسارتهم في قطاع الأفراد. وأشاروا إلى خروج وكالات سياحية عدة من السوق بعد تسجيلها خسائر ضخمة. وأوضحوا أن الحلول أمام الوكالات لتحقيق أرباح انحصرت في البرامج السياحية الشاملة والرحلات الدراسية والعلاجية إلى جانب العقود الحكومية والخاصة الآجلة، إلا أنها لا تحقق للمستثمرين المرونة الكافية في الوفاء بعمولات دورية تطلبها وكالة الطيران الدولية «آياتا». وقال مدير وكالة شمس للسفر والسياحة عبدالرحمن شمس: «تأثرت مبيعات وأرباح وكالات السفر في المملكة سلبا بتزايد أعداد المواقع الإلكترونية، التي تقدم خدمات حجز الفنادق والطيران بسهولة ودون تكاليف إضافية مبالغ فيها، إلى جانب تقديم خطوط الطيران نفسها خدمات إلكترونية، إذ تتضاعف نسبة انخفاض المبيعات عاما بعد آخر ووصلت 60 % خلال الأعوام الخمسة الأخيرة». وأضاف: «شركات الطيران والفنادق أصبحت تنافس وكلاءها في جذب العملاء من خلال العروض المغرية التي تقدمها إلكترونيا، وبالتالي توجهت نسبة كبيرة من العملاء نحو استخدام الإنترنت للحجز من أجل توفير الوقت والمال، خصوصا مع اتساع شريحة الأفراد المستخدمين للتقنية في السعودية». وبين شمس أن فقدان وكالات السفر لنسبة كبيرة من عملائها الأفراد بعد توجههم نحو استخدام الإنترنت في حجوزات سفرهم جعلها تركز جهودها في تحصيل الأرباح على العقود الآجلة مع الشركات والجهات الحكومية وبرامج السياحة الشاملة والرحلات الدراسية والعلاجية، إلا أنها ليست مجدية كثيرا، خصوصا مع تأخر تلك الجهات في سداد مستحقات الوكالات، وسط مطالبة أسبوعية من وكالة الطيران الدولية «الآياتا» بسداد عمولاتها. وتنبأ بتحول نشاط وكالات السفر والسياحة في المملكة إلى نشاط غير مجدٍ استثماريا خلال خمسة أعوام. واستدرك بقوله: «بدأت عدة وكالات سعودية في إغلاق أبوابها والخروج من السوق بعد تكبدها خسائر هائلة، وأعتقد أن هذا النشاط لن يكون الاستثمار فيه مربحا خلال فترة تتراوح بين خمسة إلى سبعة أعوام». من ناحيته أوضح مسؤول حجوزات الطيران في وكالة سياحية محمد السيد أن الوكالات باتت تسجل انخفاضا مستمرا في العمولات التي تتحصلها من حجز تذاكر السفر، بعد توجه العملاء الأفراد نحو مواقع إلكترونية تقدم خدمة الحجز بسهولة ومرونة وعروض مغرية. ولفت إلى أن شريحة العملاء الأفراد المرتادين لوكالات السفر باتت تقتصر على أولئك الذين يعانون من أمية تقنية، إذ لا يحسنون استخدام الإنترنت، وبالتالي لا يستطيعون الاستفادة من العروض المغرية المقدمة في المواقع الإلكترونية لشركات الطيران والفنادق.