«كثير من المتناقضات.. قليل من الثقافة» مقولة تلخص معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 47، والتي لملمت أوراقها وكتبها أمس الأربعاء، بعد 14 يوما، و560 فاعلية، و850 ناشرا، رجح كثير منهم أن نسبة المبيعات ارتفعت بما يقارب 80% عن العام الماضي. فالدورة التي حملت شعار «الثقافة في المواجهة»، لم يكن واضحا نوع هذه المواجهة التي تتصدى لها الثقافة، فيما حفلت قاعات الندوات والموائد المستديرة بالمشايخ والعلماء، كان الشباب ينشرون ثقافتهم الخاصة عبر الشعر والأغاني. وبينما صرح وزير الثقافة المصري حلمي النمنم بأنه «تم منع دور نشر من المشاركة، لأنها تنشر كتبا تحض على الكراهية والعنف»، أكد هيثم الحاج على رئيس الهيئة العامة للكتاب ورئيس المعرض بأنه «لا مصادرة ولا منع إلا بحكم قضائي». وأثار عرض كتاب «ألف ليلة دوت كوم» لمؤلفه الإسرائيلي جاكي حوجي، وترجمه إلى العربية المصري عمرو زكريا، عددا من نواب البرلمان المصري ودفعهم للمطالبة بفتح استجواب في هذا الأمر، لأنه مرفوض من غالبية المثقفين المصريين باعتباره تطبيعا مع العدو، بينما أعلن «الحاج» دعمه للترجمة عن العبرية واللغات كافة، من باب أن دراسة الآخر والمعرفة عنه ضرورة.وأضاف: «إن المنع التقليدي للنسخ المطبوعة وسيلة (فاشلة) في مواجهة الأفكار الشاذة أو المتطرفة والحل في المواجهة لا المنع، ولابد من طرح فكر يواجه الفكر المتطرف». وقال: «إن منع الكتب يؤدى إلى انتشارها بصورة أكبر، خصوصا بعد وجود الإنترنت». كان الحال كذلك مع الكتب الإيرانية التي يحمل بعضها عناوين صريحة مثل «الإمامة»، أو تلك التي تنشر الفكر الإيراني مثل «سلاح المقاومة»، وكانت أغلبها لدور نشر لبنانية وعراقية ونفت الهيئة المصرية العامة للكتاب، الجهة المنظمة للمعرض، مشاركة دور النشر الإيرانية في المعرض، وخرجت الأصوات التي أكدت عكس تلك التصريحات، وأن هناك مكتبات تشارك في المعرض تروج للكتب الإيرانية، وزاد عليهم الجناح الرسمي للجامعة الأمريكيةبالقاهرة، المعروف بزيادة الإقبال عليه، والذي عرض كتبا تحمل الفكر الإيراني وغاب عنه الكتب البحثية والعلمية! وطغى على برنامج ندوات المعرض الجدل في شأن «تجديد الخطاب الديني»، باعتباره آلية ناجعة في مواجهة التطرف المتسربل بعباءة الإسلام السياسي، والذي تتفاقم يوما بعد يوم ممارسات معتنقيه الدموية هنا وهناك. ولفت المفكر حسن حنفي في إحداها إلى أن «حركات الإصلاح الديني مهمومة منذ ما يقرب من 200 عام بتجديد الخطاب والفكر الديني، لكن لم يحدث تجديد، وظل التقليد هو المنهج السائد».