يتسلقون على أعتاب المهنة تحت مسمى «إعلامي»، وهم لا ينتمون إلى أي جهة رسمية، ويسوقون لأنفسهم في قطاعات عدة، رغم أن القوانين التي تفرضها وزارة الثقافة والإعلام وجمعية هيئة الصحفيين السعوديين تمنع هذا الاستخدام، لمن لا يمارس العمل الإعلامي الحقيقي في وسائل الإعلام الرسمية. وأصبح مشرفو المنتديات، ومقدمو الحفلات، وأصحاب مكاتب تنسيق الشعراء، ومصورو المناسبات الخاصة، يقدمون أنفسهم كإعلاميين دون اكتراث لما يلحق بهم من مساءلة من قبل جهات الاختصاص، نتيجة إقحام أنفسهم في المهنة، فيما بات لدى العامة أن كل شخص يعتلي منبرا لتقديم أية مناسبة يعتبر إعلاميا. من جهته، طالب أحمد الديحاني (المحرر بصحيفة الاقتصادية) الجهة المختصة ممثلة بوزارة الثقافة والإعلام، بوقف هذه التجاوزات والإيضاح للمجتمع أن هذه المسميات تخص من هم يمارسون العمل في الصحافة ووسائل الإعلام الأخرى. فيما قال سعد الحربي (المحرر بصحيفة الوطن): أصبح كافة أطياف المجتمع اليوم إعلاميين، ويطلق هذا المسمى كل من يعتلي المنابر الخطابية دون أي دراية بأساسيات العمل الإعلامي. وأضاف «لقد ساهمت قنوات التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية المهتمة بالشعر ومكاتب حجز الشعراء في هذه التجاوز على منهة الإعلام، وأصبح الجميع لا يعرف الإعلامي الحقيقي من الإعلامي المزيف» وزاد الحربي «أن الكرة في ملعب وزارة الثقافة والإعلام»، مطالبا الوزارة بالتدخل في هذا التجاوز وعدم ترك الجميع يستخدم هذا المسمى دون أن يكون منتسباً لمؤسسة إعلامية. أما الإعلامي علي الغامدي فيؤكد الظاهرة التي باتت تعكس صورة سيئة عن الإعلاميين، فمن يدعي صحافيته في المناسبات يمارس الكثير من الأخطاء المهنية والأخلاقية تحت هذا المسمى، وبهذا يعتقد الناس أن كل من في المهنة يسيرون على شاكلته، مع العلم أن الإعلاميين الحقيقيين يمارسون مهنتهم بشرف، ويعرفون جيدا بأخلاقيات المهنة. فيما يطالب منصور عجلان، الجهات المختصة بضرورة مراقبة مثل هذه الممارسات الخارجة عن حدود الأمانة، ومعاقبة كل من يدعي بأنه من الوسط الإعلامي، لتمرير مصالحه الخاصة والضحك على الناس، فالمجتمع يحمل فكرة جميلة عن الصحافيين بشكل خاص والإعلاميين بشكل عام، ومثل هؤلاء المتطفلين يعكسون صورة مغايرة قد تؤثر على الوسط الإعلامي. ويحمل الغامدي هيئة الصحفيين مسؤولية تلك الظواهر الغريبة في الوسط الإعلامي، حيث قال: «الهيئة باتت بلا دور جيد، حيال المهنة والمعنيين، فمثل هذه المشاكل لا يحلها سوى نظام الهيئة الذي يميز بين الإعلاميين، وتمنحهم حقوقهم وصفتهم المهنية، ولكن مع ضياع المسؤولية زادت مشاكل الإعلاميين».