وضعت التعديلات الجديدة التي وافق عليها مجلس الوزراء، أمس حول ضوابط إلحاق الطلاب الدارسين على حسابهم في الخارج بالبعثة التعليمية، حدا لأبرز المعوقات التي تواجه برنامج الابتعاث والمتمثلة في عدم جدية الطلاب المبتعثين في اختيار تخصصاتهم والجامعات التي يواصلون فيها دراساتهم في الخارج. كما أن الاشتراطات الجديدة ستختبر مدى جدية الطلاب الراغبين في الالتحاق بالبعثة، من الطلاب الدارسين على حسابهم، بعد إضافة شرط أن يكون الطالب ملتحقا بجامعة متميزة ومصنفة ضمن أفضل خمسين جامعة في التخصص على مستوى العالم، أو أفضل مئة جامعة على مستوى العالم، فضلا عن شرط أن يكون قد أنهى في مجال دراسته وحدات دراسية محددة وبمعدل تراكمي محدد، يكشف مدى انضباط وجدية الطالب وقدرته على المواصلة في ذات التخصص بعيدا عن تغيير التخصص الذي يربك الطالب ويربك الملحقيات الثقافية في دول الابتعاث. ندرك بأن برنامج الابتعاث منذ انطلاقته كان وما زال يهدف إلى ابتعاث الكفاءات السعودية المؤهلة للدراسة في أفضل الجامعات في مختلف دول العالم، فضلا عن إيجاد مستوى عال من المعايير الأكاديمية والمهنية، وقد واكب البرنامج الكثير من البرامج التوعوية والمواعظ والنصائح للطلاب الدارسين في الخارج، ولكن التجربة أثبتت أن تلك النصائح والبرامج لن تحدث تغييرات ملموسة في فكر الطلاب وطريقة تفكيرهم، ما لم يتم تبني سياسات جديدة واشتراطات محددة وصارمة تجبرهم على اختيار التخصصات والجامعات المتميزة والمرموقة عالميا، لبناء كوادر سعودية مؤهلة ومحترفة في بيئة العمل.