اكتمل وفدا المعارضة والنظام أمس في جنيف لبدء المحادثات بين الطرفين، على أن تكون اللقاءات في المرحلة الأولى منفردة، إذ يلتقي المبعوث الأممي للأزمة السورية ستيفان دي ميستورا اليوم كل طرف على حدة، في محاولة للوصول إلى مشاورات وجها لوجه في المرحلة التالية، في حال تم بناء الثقة بين الطرفين. واعتبر المتحدث باسم المعارضة السورية سالم المسلط، أن المحادثات التي جرت أمس مع المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا، كانت إيجابية ومشجعة خاصة ما يتعلق بالقضايا الإنسانية. ورغم الاتهامات المتبادلة بين الطرفين، أعرب دي ميستورا أمس عن «تفاؤله وتصميمه» على مواصلة جهوده. وقال لدى مغادرته فندقا بعد اجتماع مع ممثلين للهيئة العليا للمفاوضات «أنا متفائل ومصمم لأنها فرصة تاريخية يجب عدم تفويتها». فيما حض وزير الخارجية الأميركي جون كيري وفدي المعارضة والنظام أمس، على أداء دورهما كاملا في مفاوضات السلام واغتنام هذه الفرصة، متهما قوات بشار الأسد بتجويع المدنيين، وطالب النظام السوري بالسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى البلدات المحاصرة مثل مضايا. ويصل اليوم إلى جنيف كبير المفاوضين محمد علوش للمشاركة مع وفد الهيئة. وذكرت مصادر مطلعة في وفد التفاوض أنه لا تغيير في مواقف النظام السوري الذي مازال يرفع سقف الحوار متذرعا بمحاربة الإرهاب وعدم الاعتراف بهيئة الحكم الانتقالي، إلا أن المصادر قالت إن مراوغات النظام وتعنته تكشف حجم الضغوطات لجهة تحقيق اختراق في الحل السياسي. وحذرت المعارضة السورية دي ميستورا من أية محاولات لتحويل مسار التفاوض إلى عملية سلام منذ اللحطة الأولى، معتبرة أن المسار الذي يتم تداوله حول استمرار الحوار لمدة ستة أشهر لا يمكن القبول به في ظل استمرار القصف وحصار المدن السورية وسياسة الموت البطيء. من جهة ثانية، بدأ وفدا النظام والمعارضة بمؤتمرات صحفية ساخنة منذ اللحظة الأولى، إذ كشف المتحدث باسم هيئة التفاوض سالم المسلط عن الممارسات الوحشية والتجويعية بحق الشعب السوري، مشيرا إلى أن القضايا الإنسانية ليست شرطا وإنما اختبار للنوايا، مشيرا إلى أن هذا هو الحد الأدنى من أجل الاستمرار في الحوار. مؤكدا أن الهيئة لن تستمر بدون أن ترتسم معالم المفاوضات.