لا تعترف الدكتورة نجاة كرامي المرأة الوحيدة في قائمة المرشحين لانتخابات الغرفة التجارية الصناعية بالمدينةالمنورة بمقولة: «البيت أولى بالمرأة»، ولم تستسلم لرفض بعض كبار السن دخولها الانتخابات، إذ وضعت خدمة المجتمع المديني هدفا لمواكبة حركة التطوير والتنمية التي تشهدها طيبة الطيبة، ووعدت بإيجاد حلول للمشكلات التي يعاني منها سيدات ورجال الأعمال من التجار والصناع، كما أنها تحمل في جعبتها خططا جديدة ستعمل ما في وسعها لتجد آثارها على أرض الواقع. وفي حديثها ل «عكاظ» أكدت كرامي أن المصالح الشخصية والمجاملات كانت وراء عدم فوزها في انتخابات المجالس البلدية، مؤملة أن تتغير نظرة المجتمع تجاه نشاطات المرأة بشكل عام.. فإلى نص الحوار: ● ما الهدف من ترشحك لانتخابات غرفة المدينة؟ ●● ترشحي جاء بهدف خدمة مجتمع سيدات ورجال الأعمال ومواكبة التطور لتنمية مدينتنا وإيجاد حلول للمشكلات التي يعاني منها رجال وسيدات أعمال المدينة من التجار والصناع ووضع ومناقشة الخطط الجديدة على أرض الواقع. ● هل تتخوفين من عدم وصولك لعضوية الغرفة، خصوصا أن التوفيق لم يحالفك في انتخابات المجلس البلدي؟ ●● عدم وجودي ضمن الفائزين في الانتخابات البلدية ليس فشلا، أو عدم توفيق، كان ذلك بسبب عدم حصولي على أصوات أكثر من أصوات الرجال، وللأسف فجميع السيدات لم يكن لهن مقعد ضمن المرشحين المنتخبين، بل كان عن طريق التعيين، ولا أخفي أن المجاملات والمصالح الشخصية طغت على ترشيح الرجال في الانتخابات البلدية، وأتمنى ألا تتكرر في انتخابات غرفة المدينة، مضيفة: واللبيب بالإشارة يفهم. ● هل تتوقعين أن يمنح الناخبون ورجال الأعمال أصواتهم لسيدة؟ ●● أثق في رجال الأعمال وتقديرهم لدخول المرأة في انتخاب مجلس الغرفة، فمعظمهم مثقفون ومتفتحون للخير والعطاء والنماء، وهم أقدر من غيرهم على إعطاء المرأة حقها والتصويت لها طالما أنها تحمل ما يؤهلها للمجلس من الناحية العلمية والعملية. ● وكيف ينظر المجتمع المدني لدخول السيدات في انتخابات المجالس البلدية والغرفة التجارية الصناعية؟ ●● للأسف إن البعض، وخصوصا من الكبار في السن سواء الرجال أو السيدات غير متقبلين ترشح السيدات في الانتخابات بذريعة أن «البيت أولى للمرأة»، غير متفهمين أن المرأة العاملة أفضل من المرأة غير العاملة في نواحٍ كثيرة، وذلك بحكم تجربتي في العمل وحصولي على شهادة الدكتوراة في الأعمال الإدارية حيث إن المرأة العاملة لديها القدرة على خدمة بيتها وأولادها أكثر من المرأة غير العاملة، وهذا هو الواقع، حيث إن معظم أبناء الموظفات والعاملات أكثر تعلما ودراسة من أبناء غير العاملات، حيث إن المرأة غير العاملة تنقل نفس الفكر والنهج لأبنائها وهذا طبعا نسبة وتناسب. ● هل تتوقعين أن رفض دخول المرأة للانتخابات له علاقة بالجانب الديني؟ ●● رفض فكرة دخول المرأة في الانتخابات لا علاقة له بالدين، بقدر ما هي عادات وتقاليد يجب التخلص منها، ففي سير المسلمين الأوائل احتلت المرأة مكانة ووجودا في العمل، ولم يحرم الإسلام إطلاقا عمل المرأة. ● هل هناك عدد كبير من سيدات الأعمال في المدينة؟ ●● نعم هناك كثير من سيدات الأعمال في المدينة يمارسن عملهن بنشاط، فمنهن من كانت من عائلات تجارية أو صناعية فآلت إليهن بالوراثة، ومنهن الكثيرات من استفدن من النمو الاقتصادي السريع والطفرة التي حصلت في بلادنا الحبيبة فشققن طريقهن منذ البداية وأصبحن الآن سيدات أعمال مرموقات يشار إليهن بالبنان، ولابد من تمثيلهن في مجلس الغرفة ليعملن جنبا إلى جنب في إدارة وتطوير الغرفة كما عملن ونافسن سابقا في التجارة والصناعة على أرض الواقع. ● هل تتوقعين فوزك في الانتخابات كأول امرأة تدخل مجلس الغرفة بالمدينة؟ ●● أتمنى أن يكون لي مقعد، والترشح ضمن المنتخبين لهذه الدورة بحكم ما لدي من مقومات النجاح كالمؤهل والمثابرة والخبرة على أرض الواقع، ولا بد لي هنا أن أتوجه بالدعوة لكل منتسبي الغرفة التجارية رجال أعمال وسيدات أعمال أن يشاركوا في هذه الانتخابات لأهميتها في التطوير وحسن الأداء وأن يدلوا بأصواتهم للمرشح الأفضل والمناسب سواء كان رجلا أو سيدة بعيدا عن المجاملات والمصالح الخاصة؛ ليساهموا في نجاح التجربة. ● كيف تقيمين تجربة السيدات اللاتي شاركن في انتخابات الدورات السابقة؟ ●● نشكر قيادتنا الحكيمة لثقتها بالمرأة السعودية والسماح بمشاركتها في انتخابات مجالس الغرف، ولا شك هناك تجارب ناجحة، وبما أن سيدات الأعمال حديثات عهد بالانتخابات وكواليسها، فأعتقد بأنه قد آن الأوان بعد أكثر من تجربة انتخابية ومجتمعنا حديث عهد بمشاركة المرأة في الانتخابات وكما تعلمون أن الحملة الانتخابية تحتاج إلى خبرات دعائية وتخطيط مسبق والمساندة من الأهل والمجتمع، لكنني على يقين أن المرأة بدأت تزيد من خبراتها في المجال الدعائي والتخطيط للحملات، وهذا يكسبها الخبرة، ويرقى بمجتمعنا لتقبل وانتخاب المرأة، وسيأتي اليوم القريب لنشاهد المرأة تفوز في الانتخابات بعدد الأصوات الكافي، وليس بالتعيين، فمازلت متفائلة؛ لأن البدايات دائما تكون متواضعة، ومن ثم تتطور مع مرور الوقت والتجربة.