انعكست حالة الفشل الذريع للمخططات الإيرانية التدميرية لليمن والأوطان العربية على طبيعة بنيتها الثورجية الفاشلة التي كانت تعول على اليمن لإنقاذها من الأزمات العاصفة التي تمر بها والشروع في أحلامها العنصرية والطائفية التوسعية. كان المخطط الإيراني الذي يسعى للسيطرة على اليمن يرتكز على هدفين رئيسيين إنقاذ الداخل الإيراني الذي يعاني من أزمة اقتصادية خانقة انعكست على أقطاب عصابة الثورجية من خلال نهب الموارد اليمنية الكبيرة وتمويل مخططاتها الفوضوية في المنطقة بالإضافة إلى استغلال الموارد البشرية اليمنية واستخدامهم كأدوات لتحقيق أهدافها التخريبية. وتحرص طهران دائما في سياستها على تصدير الفوضى والعناصر التخريبية إلى بلدان أخرى وكان أولها إبان حكم سيف بن ذي يزن لليمن الذي أخطأ كثيرا حين استنجد بالإيرانيين ضد الغزو الحبشي لبلاده . وتشير المعلومات إلى أن التدخل الإيراني يتجلى عندما أرسلت دولة فارس كبار المجرمين في سجونها إلى اليمن كمدد في مواجهة الأحباش وفق مبدأ أن قتلوا تخلصنا منهم وأن عاشوا فلن يعودوا ويصبح لنا وجود في اليمن، وظلت تلك العناصر التي لا تزال حتى اليوم تمارس ثقافتها التخريبية في البلد السعيد مدعية أنها صاحبة الصفاء والنقاء والحق في حكم ذلك اليمن العربي مستخدمة وسائل وخزعبلات سحرية لمخادعة ذلك الشعب المكلوم . ولكن هذا المخطط في ظل ثورة المعلومات والحضارة الفكرية التي تطورت بشكل مستمر منذ بزوغ الإسلام في جزيرة العرب وكل يوم تثبت سخافة وخطورة المشروع الإيراني بالحقائق والأدلة الدامغة لتبرز صحوة يمنية وعربية في مواجهة تصدير الفوضى والصراعات الطائفية المقيتة وهو ما انعكس على نظامها في الداخل. ويرى رئيس مركز الجزيرة للدراسات الإستراتيجية الدكتور نجيب غلاب أن التناقضات داخل إيران متنوعة ومتعددة بين الملالي أنفسهم وبين مدرسة الخميني والمدرسة الإثناعشرية التقليدية وبين الأجيال الجديدة التي عاشت في ظل حكم رجال الدين وأصبحت تفضل الإلحاد على الدين بسبب تحاكم وهيمنة وفشل رجال الدين في إنقاذ إيران. وقال«غلاب» لقد دمرت الخمينية من ناحية فعلية إيران كدولة طبيعية وغرقتها في صندوق الأوهام والخرافة، لذلك سنجد تيارا واسعا من المثقفين ورجال المال والإعلام والتيار الجديد من الشباب يرى أن الخمينية كارثة على إيران وهذه التناقضات المكبوتة يتم قمعها بسلاح ولي الفقيه في جهاز الاستخبارات والفتوى الدينية الصارمة لكن الاعتمالات الداخلية تؤشر أن هناك ثورة قادمة في إيران وستكون أشد وطأة على رجال الدين لو انفجرت من غضب الثورة الفرنسية على الكنيسة. واسترسل قائلا :«كل ذلك يدفع ولي الفقيه وأجهزته القمعية لتصدير الفوضى والإرهاب والتخريب إلى المنطقة العربية، كانت اليمن تشكل بالنسبة لهم القنبلة الأكثر أهمية لقد حاولت إيران أن تنقل نموذجها إلى اليمن ومن خلال هذا النموذج تجعل اليمن بندقية لإدارة الحروب في المنطقة العربية وبالذات استهداف المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي ويعتقد خبراء ولي الفقيه أن هذا كفيل بتحقيق نصر لنموذج ولاية الفقيه الذي أصبح قريبا من الانهيار في إيران.