بدأت هيمنة نظام الملالي وذراعه حزب الله على لبنان، بالهيمنة على الطائفة الشيعية بالمال والإرهاب والتهجير، فكانت سلسلة من التصفيات والمواجهات التي لم تضع حدودا لها مع وصولها إلى أول أمين عام للحزب الشيخ صبحي الطفيلي الذي بين ليلة وضحاها تحول إلى عدو بعدما كانت الجماهير تهتف باسمه، لسبب واحد أنه قال لا للولي الفقيه.. لا للهيمنة الفارسية على العرب.. الطفيلي روى ل«عكاظ» قصة الهيمنة الإيرانية على الطائفة الشيعية في لبنان.. فإلى تفاصيل الحوار: ثمة هيمنة إيرانية أو مصادرة للشيعة في لبنان والعالم العربي، ما هي الأدوات التي استعملها نظام الملالي لتكريس الهيمنة عليهم؟! عملت الإدارة الإيرانية لسنوات طويلة حتى استطاعت أن تحقق ما خططت له، من خلال زعمها العمل على وحدة المسلمين وتحرير القدس. وقد ضخت الأموال وأنفقت بسخاء للسيطرة على لبنان، وحدث ذلك في غفلة من أهلنا وخلو الساحة من أي منافس لها. وهل من السهل علاج سياسة اللعب الإيرانية بالساحة الشيعية اللبنانية؟ من السهل معالجة ذلك، وإخراج الشيعة من مطحنة الفتنة المذهبية ولنا على ذلك شواهد، منها: عام 1997 أسسنا حركة مطلبية باسم «ثورة الجياع» في وجه السياسة الاقتصادية للدولة اللبنانية، لكنها في الحقيقة كانت ضد السياسة الإيرانية السورية الاقتصادية في لبنان، وفي أقل من ثلاثة أشهر أصبحت هذه الثورة سيدة الشارع، وصاحبة أكبر جمهور في الوسط الشيعي، رغم الإمكانات الإيرانية السورية التي استخدمت في وجه الثورة، وقد فشلت كلها في خداع الناس وترهيبهم، وتطورت الحركة وتمددت، وحين عجزت كل وسائلهم لم يتورعوا عن استخدام السلاح وقتل الناس، وقتل الكثيرين بسلاح التحالف الإيراني السوري وعلى رأسهم النائب خضر طليس، واعتقلوا العديد وحولت القضية إلى محكمة المجلس العدلي. وفي عام 2000، ورغم قرار المحكمة العدلية ومنعنا من لقاء الناس والحوار معهم في مدنهم وقراهم، كادت اللائحة الانتخابية النيابية التي شكلناها، تهزم حلف الشيطان الإيراني السوري رغم التزوير وشراء الذمم واستخدام القوة، وتهديد المرشحين من قبل المخابرات السورية لمنعهم من المشاركة في لائحتنا، واستدعاء أعضاء البلديات والمخاتير لمراكز المخابرات السورية وتهديدهم. ومن هنا، يتبين أن السياسة الإيرانية عند الشيعة في لبنان ليست قدرا لا يخرق، الشيعة في لبنان اليوم يعرفون جيدا حتى الكوادر الحزبية الأكثر قربا من الإيرانيين، أن طهران أدخلتهم أتون فتنة مذهبية ملعونة، ستبقى أضرارها مع الأجيال. كيف يمكن لشيعة لبنان أن يتحرروا من أسر حزب الله، وما هو دوركم كمرجعيات في ذلك؟ لا شك أنه جرى استغلال شيعة لبنان ليكونوا في خدمة إيران سياسيا وإعلاميا وعسكريا، لا يحتاج الشيعة ليتحرروا من هذا إلى أكثر من التوقف عن ذلك. لكن.. لماذا حورب الشيخ صبحي الطفيلي من إيران؟ استفدنا من السلطة الإيرانية حين أسسنا المقاومة، ودعمتنا في محاربة العدو الصهيوني، لكن اختلفنا حين حاولوا أن يستخدموا المقاومة في ساحات غير فلسطينية، وحين شاركوا في فتنة حرب المخيمات، وحين قاتلوا في بيروت في خدمة عودة الجيش السوري إليها، وحين أشعلوا فتنة شيعية شيعية، وحين جعلوا حزب الله في خدمة السياسة السورية في لبنان، وحين اعتمدوا سياسة تجويع الناس، وغير ذلك كثير. الصراع القائم هل هو بين السنة والشيعة، أم بين العرب والفرس؟ لو ترك الناس سنة وشيعة لما ميزت بينهم، لكن المصالح وسياسات الدول الغربية قضت بإشعال الفتنة بينهم، ويمكن توصيف هذه الحرب على أن وقودها المغفلون، وشعارها مذهبي، ودوافعها قومية، وحقيقتها خدمة مصالح الغربيين. ماذا تقول للشيعة؟ أقول لأبناء الشيعة: قيل لكم الموت لأمريكا وظن البعض أننا حقيقة نريد الموت لأمريكا، لكن نحن في أفغانستان تحالفنا معها وأردنا حياتها، وفي العراق كنا خدما لها وأردنا لها النصر، وقيل لنا لا نحارب في سوريا، وبعدها دافعنا عن نظام الممانعة الكاذبة، وبعدها حاربنا في كل سوريا حتى الأطفال والنساء والبيوت حتى في الزبداني ومضايا. واليوم نحن جنود في العراق في خدمة طائرات الإدارة الأمريكية وسياستها، وفي سوريا نحن جنود أيضا في خدمة طائرات الإدارة الروسية وسياستها، وفي اليمن في خدمة المجال المائي الحيوي للكيان الصهيوني في باب المندب، وأمريكا وروسيا ومن معهما ليسوا أغبياء ليخدموا مصالح الشيعة ومذهب أهل البيت ويموتوا دفاعا عنا ثم يرحلوا.