منذ لحظات وصوله إلى مبنى منظمة التعاون الإسلامي، بدا مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون الدولية عباس عراقجي منكسرا محاولا الابتعاد عن عدسات المصورين المتجمهرين على مدخل المنظمة. طأطأ الرأس هاربا من نظرات الإدانة لفعلة بلاده الآثمة بحق السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد. تسارعت خطاه إلى المبنى متجاهلا الصحفيين ليندفع وبسرعة نحو المصعد كي لا يقع تحت تأثير الاستجوابات الصحفية المتلهفة لما سيقوله ذلك الموفد، كان معظم الصحفيين يترقبون لحظة الوصول هذه وانصرفوا إلى قراءة ملامح الوجه ليقينهم أن موفد الملالي لن يدلي بتصريح في تلك الأجواء المتوترة. دقائق على الاجتماع، ومازال الوزراء يتوافدون إلا أن الكل كان يراقب تحركات عراقجي، داخل قاعة الاجتماع. احتفى الوزراء وممثلو الدول في الاجتماع الوزاري الإسلامي ببعضهم البعض وأخذوا جزءا من أوقاتهم في العلاقات العامة، باستثناء ممثل إيران الذي فضل الجلوس في مكان شبه مغمور وبعيد عن الطاولة المستطيلة. عبر عراقجي في قراءة الموقع والجغرافيا عن حال بلاده المعزولة إسلاميا وإقليميا.. وبدا واضحا أن إيران تحاول التخلص من آثار وتداعيات ذلك العمل المعيب والمخزي حين اعتدت على البعثات الدبلوماسية السعودية. بدأت كلمات الوزراء موجزة ومعبرة تعبر عن واقع الحال الإسلامي، باستثناء «العراقجي» الذي أسهب في حديثه ليداري سوءة بلاده المكشوفة. استرسل في الحديث ليظهر كما لو أنه محامي الشيطان الذي أصاب الحضور بالملل. كل الكلمات في الاجتماع الوزاري، وبخت بشكل مباشر إيران على السلوك العدواني تجاه المملكة العربية السعودية، كان معظمها أخلاقيا يحمل لغة منظمة التعاون الإسلامي التي تنبع من السلوك السوي، وكان عراقجي مجبرا أن يسمع ذلك التوبيخ.