نفى المهندس هاني زهران المدير العام للمركز الوطني للزلازل والبراكين، حدوث نشاط بركاني في مدينة طابة (77 كليومترا شرق حائل)، بعد رصد هزة أرضية ضعيفة بلغت قوتها على مقياس ريختر 2.3 درجة صباح أمس عند الساعة 6:18، مؤكدا أن ليس لها تأثير إذ تحدث في الكثير من المناطق. وأضاف زهران: «لا يمكن معاودة النشاط البركاني الخامد في طابة ولايوجد أي داع للقلق أو التخوف من مثل هذه النوعية من الهزات البسيطة والتي شهدتها حائلمرات عديدة». أهالي قرية طابة استيقظوا صباح أمس الخميس على صوت هزة أرضية استمرت -وبحسب الأهالي- 16 ثانية، ما أجبرهم على رفض خروج أبنائهم للمدارس إلا بعد التأكيد من المركز الوطني للزلازل والبراكين. الباحث العلمي والفلكي عبدالعزيز الشمري من المركز الوطني للفلك بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك في مشروع بحثه عن طابة، قال: «قبل أكثر من 27 سنة حدثت العديد من الهزات الأرضية التى شعر بها الأهالي وتسببت في إحداث شروخ وشقوق في جدران مسجد ومنازل القرية الطينية وعلى إثرها تكونت لجنة علمية من عدة جهات حكومية وأكاديمية لدراسة هذه الظاهرة وكتابة تقرير عنها ورفع التوصيات بما يجب عمله، وكانت نتيجة الدراسة أن الزلازل الصغيرة قد حصلت بسبب شفط كميات كبيرة من الماء من آبار القرية وهكذا هبطت أرضية القرية الرملية بالتدريج، حيث تجمعت مياه الأمطار كمياه جوفية في الطبقة الرملية العالية المسامية في الفوهة البركانية الصلدة، ولذلك فإن هذه المياه الجوفية كانت محدودة الكمية (لا تغذيها مياه جوفية أخرى فهي تمتد خارج الفوهة بسبب صلادة الصخور البركانية)، وكافية لاستعمال السكان ومزارعهم ونخيلهم أما الاستعمال الجائر بسحب كميات كبيرة من الماء من مشاريع طرق أو غيرها وبسرعة فقد أدى إلى كارثة الهبوط، مشيرا إلى أن اللجنة أوصت بإبقاء المزارع والنخيل كما هي وإنشاء موقع جديد وحديث للقرية على حافة الفوهة، لذلك انتقل السكان إلى المساكن الجديدة فى بيوت لم تتأثر بهزات الثمانينات. وأردف: «وفقا للبعثة الجيولوجية الأمريكية التي زارت المنطقة عام 1989، صنف وقوع طابة على أكبر فوهة بركان خامد في شمال غرب المملكة». الجديد بالذكر أن القرية خضعت لدراسة ظاهرة الفوهة من قبل لجنة حكومية ضمت وزارة الداخلية ووزارة البترول والثروة المعدنية ووزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة الزراعة في منتصف الثمانينات، وأوصت اللجنة بإنشاء مخطط سكني يقع خارج فوهة البركان ويستوعب السكان المحليين وتم إيجاد المخطط والذي يبعد عن فوهة البركان أكثر من كيلومتر واحد وعلى تل مرتفع. وبحسب هيئة المساحة الجيولوجية السعودية وقعت زلازل عبر الألف سنة الماضية شعر بها الأهالي في داخل حدود المملكة، وعرفت أماكن وقوعها بشكل تقريبي جدا نظرا لانخفاض عدد السكان وقلة السجلات في الماضي، كما تشير الإحصاءات الحالية إلى أن السجلات التاريخية حول الأنشطة الزلزالية غير مكتملة إلى حد كبير، حتى بالنسبة للزلازل التي بلغت قوتها 6 درجات أو أكبر من ذلك، ومن الأحداث الموثقة بشكل جيد وقوع أحد الانفجارات البركانية، أو تدفق الحمم البركانية في حرة رهاط قرب المدينةالمنورة في عام 654ه (1256م)، الذي صاحبه نشاط زلزالي ملحوظ ولا تزال هذه المنطقة تشهد نشاطا زلزاليا منخفضا حتى الآن، ومن المعروف أن آخر حدث زلزالي هام هو زلزال «حقل» الذي وقع عام 1995 في خليج العقبة (بقوة 7.3 عزم زلزالي) نجم عنه أضرار كبيرة أثرت على المدن الواقعة على جانبي خليج العقبة، وشعر به على بعد مئات الكيلومترات، كما أن الزلازل التي تبلغ قوتها 6 درجات وتحدث على طول محور البحر الأحمر، لا يشعر بها أهالي المدن الواقعة على جانبي البحر الأحمر، إلا أنها قد تشكل خطرا محسوسا على البنية التحتية. وفي الآونة الأخيرة، وقع زلزال متوسط في عام 2009 قوته 5.4 درجة في حرة الشاقة (لونيير) إلى الشمال من مدينة ينبع، مرتبط بنشاط الجسم الصهاري في أعماق القشرة الأرضية الضحلة، وعلى الرغم من محدودية الأضرار، إلا أن ثمة احتمالا لحدوث بعض المخاطر المرتبطة بالزلازل في الدرع العربي.