قبل سنوات عديدة كنت أقود سيارتي في وقت متأخر من الليل عائدا من مزرعة جدي في بلدة العيينة شمال غرب الرياض سالكا طريق صلبوخ السريع عندما تنبهت إلى أن هناك سائق سيارة يقود سيارته بعكس اتجاه السير، صعقت من جرأته والخطر الذي يتجه نحوي بكل تهور، لكن قبل أن نتلاقى فوجئت بناقة تركض على الطريق بعكس اتجاه السير، وكان صاحب السيارة في الحقيقة يحذر من الاصطدام بها في الظلام! فهمت حينها ما اضطره لارتكاب هذه المخالفة المتهورة ونسيت الموقف تماما، لكن ذكراه عادت مؤخرا مع انتشار مقاطع السائقين المتهورين الذين ظهروا يقودون سياراتهم بسرعة فائقة عكس اتجاه السير في الطرق السريعة وكأنها من الطقوس الجديدة لتعاطي المخدرات والحبوب! في الحقيقة ما يمارسه هؤلاء المتهورون ليس مخالفة مرورية، بل جريمة شروع في القتل، ولا بد أن تتم مواجهتهم بإجراءات صارمة حازمة وعقوبات قاسية رادعة، فأرواح الأبرياء هنا على المحك، ولا يمكن أن تترك لعبث متهورين فقدوا عقولهم وإحساسهم بحق الآخرين في الحياة ! مدير مرور الرياض العميد الدكتور محمد البقمي تفاعل سريعا مع تغريدة كتبتها بهذا الخصوص متعهدا بضبط المخالفين الذين يظهرون في هذه المقاطع ونيلهم العقوبة المستحقة، لكن الحقيقة أن المرور ليس وحده من يجب أن يتحمل مسؤولية مواجهة هذه الظاهرة، فكل القطاعات الأمنية كرجال الشرطة وأمن الطرق وحتى المباحث يجب أن يكونوا عينا رقيبة لضبط هؤلاء المتهورين والتصدي لهم!