قال الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلة أن الحوثيين أخطأوا منذ البداية في تقديرهم لحجمهم الحقيقي وأضاف أن قطع علاقات بلاده مع إيران جاء تضامنا مع المملكة ورفضا لسياسة التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية. مؤكدا على ضرورة التضامن العربي والإسلامي مع المملكة باعتبارها قبلة المسلمين واستهدافها يعد استهدافا للأمتين العربية والإسلامية. وأشار جيلة في حوار مع «عكاظ» إلى أن مباحثاته الأخيرة مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز كانت مثمرة بكل المقاييس. معربا عن تطلعه لإقامة تعاون سعودي – جيبوتي يختص بمكافحة الإرهاب والجريمة وهنا تفاصيل الحوار. قطعتم علاقاتكم الدبلوماسية مع إيران.. لماذا؟ جاء قرارنا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران تضامنا مع السعودية التي تعرضت مقار بعثاتها الدبلوماسية للاعتداء. ونحن نستغرب الموقف الإيراني من شأن داخلي سعودي يخص أمن و سلامة المملكة بذريعة أن أحد المحكوم عليهم بالإعدام هو من الطائفة الشيعية وهو مواطن سعودي بغض النظر عن معتقده. و في ظني أن ذلك ليس إلا ذريعة للتدخل في الشأن السعودي والعربي. لذا يجب أن نقف إلى جانب المملكة، لأن استهدافها هو استهداف للأمة الإسلامية و العربية باعتبار المملكة قبلة المسلمين جميعا. ماهي نتائج زيارتكم الأخيرة للمملكة.. وكيف تقيمون مستوى العلاقات السعودية – الجيبوتية؟ جاءت هذه الزيارة بدعوة كريمة من أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وقد تباحثنا حول آخر المستجدات على المستوى الإقليمي والدولي . وتعلمون أن منطقتنا تواجه تحديات عديدة وتطورات متلاحقة ما يجعل التعاون بين الدول الشقيقة وخاصة مع المملكة العربية السعودية أمرا ضروريا . وكانت هذه الزيارة إيجابية ومثمرة بكل المقاييس . وهناك تعاون و تنسيق مشترك بين بلدينا فيما يتعلق بالقضايا التي تهم مصلحة البلدين لما فيه مصلحة منطقتنا وأمتنا، وسنعمل باستمرار للدفع بها قدما لما فيه خير ومصلحة شعبينا الشقيقين. أين وصل التعاون الأمني العسكري بين المملكة و جيبوتي وما أثرها في تعزيز التعاون المشترك ومحاربة الإرهاب والحفاظ على أمن الإقليم؟ أنا متحمس لإقامة تعاون أمني مع المملكة لأن ذلك سيدفع بالتنسيق والتعاون بيننا في مجال مواجهة التحديات التي نواجهها معا. وهذا التعاون الأمني بين البلدين أصبح ملحا وضروريا أكثر من أي وقت مضى نظرا للتطورات الأخيرة في المنطقة ولا شك أن ذلك سيساهم في تعزيز التعاون الأمني بين بلدينا في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة من خلال تبادل المعلومات. وأتوقع أن ذلك سيتحقق قريبا وسيتم التوقيع على الاتفاق الأمني. وكيف تقيمون التعاون المشترك بين البلدين لنجدة الاشقاء اليمنيين، النازحين من أعمال العنف في اليمن؟ التعاون بين جيبوتي والمملكة في مجال نصرة الأخوة في اليمن هو تعاون وثيق ومستمر.ونحن في جيبوتي استقبلنا الآلاف من الأشقاء اليمنيين الفارين من الحرب في اليمن وفتحنا قلوبنا وأبوابنا أمام أشقائنا اليمنيين بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجهها بلدنا ولكن ليس لنا خيار آخر مهما كلفنا الأمر . تضررت الملاحة الدولية بأعمال القرصنة على سواحل القرن الإفريقي. فما الجهود التي تقوم بها جيبوتي لمواجهة ذلك؟ الوضع في مضيق باب المندب تحسن كثيرا وتراجعت أعمال القرصنة بشكل ملحوظ بفضل تواجد القوات الدولية في البحر الأحمر. وبطبيعة الحال نحن ضمن التحالف الدولي لمكافحة القرصنة وتأمين الملاحة الدولية في هذا الممر المائي الحيوي للملاحة الدولية. وكيف تقيمون الجهود الدولية وجهود المملكة لتأمين سلامة الملاحة الدولية لاسيما في مضيق باب المندب. لدينا قوات خفر السواحل التي تقوم بحماية سواحلنا وتقوم المملكة ودولة الكويت الشقيقة واليابان بدعم هذه القوات من خلال التدريب والتجهيز ونحن نطالب بتحرك عربي أوسع لحماية باب المندب إلى جانب القوات الدولية . لماذا لا تزال جيبوتي تستقبل مزيداً من القواعد العسكرية؟ موضوع تواجد القوات الأجنبية في جيبوتي لا ينبغي أن يفهم خطأ لأن وجود هذه القوات من باب تقاطع المصالح وجاءت باتفاقيات ثنائية معنا ولظروف مختلفة. بعضها في إطار مكافحة الإرهاب و مكافحة القرصنة في البحر الأحمر والمحيط الهندي. وجيبوتي تقع في منطقة استراتيجية بين القارات ونحن نسعى الى الاستفادة من هذه الميزة. رعت جيبوتي العديد من الوساطات بين مختلف الفرقاء السياسيين في دول إفريقية عدة، لماذا لانشهد وساطة جيبوتية لإنهاء دوامة العنف في الصومال؟. القول بأن جيبوتي لم تقم بوساطة في الصومال مجانب للحقيقة. الصومال بلد شقيق وجار، وأمنه واستقراره يهمنا أكثر من أي دولة أخرى بحكم الروابط الأخوية ووشائج القربى والجوار. ولهذا كنا أول من بادر بجمع الفرقاء في الصومال في جيبوتي بعد سقوط الحكومة المركزية عام 1991. وعقدنا مؤتمرات مصالحة وطنية بين الصوماليين في جيبوتي كان أهمها مؤتمر عرتا الذي تمخضت عنه أول حكومة صومالية معترف بها دوليا بعد عقود من انهيار الدولة. في رأيكم.. لماذا يصر الحوثيون والرئيس اليمني المخلوع على عدم الاعتراف بالشرعية الوطنية في اليمن رغم اعتراف معظم الشعب اليمني والقوى السياسية اليمنية ودول الإقليم والعالم؟ الحوثيون أخطأوا منذ البداية في تقديرهم لحجمهم الحقيقي ورفضوا جميع المبادرات العربية والدولية بالتخلي عن الانقلاب والدخول في حوار مع الحكومة الشرعية في اليمن وفق مخرجات الحوار الوطني ومبادرات دول مجلس التعاون الخليجي .واعتقد أنهم فهموا الآن حجمهم الطبيعي خاصة بعد عاصفة الحزم والمقاومة الشعبية ضدهم. ولا مناص لهم من الاعتراف بالواقع والدخول في مفاوضات جادة مع الحكومة الشرعية لأن الوضع في اليمن لا يتحمل أكثر من هذا .ومن مصلحة الجميع اللجوء إلى لغة الحوار وترك الحروب لمصحة اليمن وشعبها. إن مصلحة اليمن تكمن في الدخول في حوار جاد تحت رعاية أممية. وعلى الرئيس اليمني المخلوع أن يترك شعبه يعيش بسلام .ولا أفهم كيف لرئيس حكم البلاد لمدة أكثر من ثلاثين سنة أن يشارك اليوم في تدمير بلاده وتشريد شعبه الذي كان رئيسهم. يجب عليه وعلى حلفائه الحوثيين قبول المبادرات الدولية والقرارات ذات الصلة. وإن لم يفعلوا ذلك فإن التاريخ لن يرحمهم. ألا ترون أن كثيرا من المساعدات الإنسانية الدولية لاتصل إلى مستحقيها في اليمن، وانما تقع تحت تصرف مليشيات جماعة الحوثي التي لاتزال تسيطر على ميناء الحديدة أهم الموانئ اليمنية؟ لا أعتقد أن كل المساعدات تقع تحت سيطرة الحوثيين لأن التحالف العربي يحاصر الحوثيين في البحر وخاصة في ميناء عدن والميناء الوحيد الذي هو تحت سيطرتهم ميناء الحديدة على البحر الأحمر وهو المنفذ الوحيد لهم وتعرض قبل أيام لقصف من قبل قوات التحالف العربي بقيادة السعودية .وربما يفقدونه في المدى القريب.